دعوات كثيرة متنوّعة لها أبعاد ثقافية واجتماعية ودينية أتلقاها مثل غيري بين حين وآخر، كنت في القديم ألبي أكثرها لأنني أشعر بأنها مفيدة، وأقل فائدة فيها لقاء أناس على درجة من التميّز يستفاد من مخالطتهم. اليوم أجدني عازفة عن تلبية أي دعوة تردني.
عندما أطالع الدعوة في بريدي الإلكتروني أو من خلال البطاقات أو حتى رسائل الجوال أشرع في البحث عن المكان الذي ستُقام فيه، ومن ثم أسترجع الطريق الذي سوف يسلكه السائق بي، وفي حالات كثيرة أجد أن تلبية الدعوة مغامرة خاسرة من كل الجوانب، فالزمن الذي سأقضيه للوصول إلى مقر المناسبة لا يقل عن الساعة الكاملة إذا كان قريباً، أو إذا كانت الفترة الزمنية مما يعد من الفترات الميّتة، فالإجهاد النفسي يتلبسني نظراً لما نواجهه ونحن في طريقنا إلى المكان المقصود، ومن هنا أتخذ قراراً قطعياً في أكثر الأحيان هو الاعتذار وعدم الخروج والمجازفة.
ولكن ما هي أسباب اتخاذ مثل ذلك القرار؟
الأسباب كثيرة ومن أهمها هذا الازدحام المريع على الطرقات والشوارع، وهذه الفوضى العارمة التي لا تدل على وجود نظام سير يتبع، فالكل يسرع والكل يتجاوز والكل يرغب في التجاوز، والسبب الثاني ما تمتلئ به الشوارع من حفريات وتحويلات تزيد من الضغوط النفسية. وسبب ثالث معرقلات السير من سيارات تقف على المسارات دون أن تجد رادعاً أو تزدحم أمام مطعم، أو مكان عام.
إن التنقّل في الرياض أصبح أمراً صعباً، وهو ما يثني الكثير من الناس عن مسائل مهمة من بينها التواصل الاجتماعي، أو المشاركة بالحضور في المناسبات التي تحدثت عنها آنفاً.
أنتظر مثل غيري الزمن الذي أجد فيه شوارع بلا عوائق يكون السير فيها اعتماداً على نظام واضح لا يعفي المخالف من الجزاء الرادع، فمتى يكون ذلك..؟