إن مسابقات القرآن الكريم المحلية والدولية التي تنظمها الجهات الرسمية للبنين والبنات هي أهم الأنشطة والفعاليات التي تميز المملكة العربية السعودية؛ إذ أولى ولاة الأمر اهتمامًا واضحًا بكتاب الله الكريم والاعتناء به، وأولوه جل اهتمامهم منذ عهد الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود - طيّب الله ثراه - وأقاموا المسابقات المحلية والدولية، ورصدوا الجوائز القيّمة لحفاظ القرآن الكريم.
وإن تنظيم وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، برعاية كريمة من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز - يحفظه الله -، الدورة الرابعة عشرة لمسابقة سموه لحفظ القرآن الكريم للبنين والبنات يأتي تجسيدًا لاهتمام سموه الكريم بالقرآن الكريم وحفّاظه، وحرصًا منه ـ يحفظه الله - على غرس قيم القرآن الكريم وسلوكياته ومبادئه في نفوسهم، وتعزيزًا لدور القرآن الكريم الإرشادي والتوجيهي في حياتهم، وتشجيعًا للناشئين من البنين والبنات على التنافس الشريف في حفظ كتاب الله وإجادة تلاوته وتفسيره، والتخلق بأخلاقه، والتحلي بآدابه، ودافعًا لهم للإقبال على حفظ كتاب الله وتدبر معانيه.
وتمثل هذه المسابقة حلقة مباركة من سلسلة مآثر سموه الكريم، وتأتي امتدادًا لعطاءاته التي ترسخ سمة من سمات ولاة الأمر في هذا الوطن المعطاء الذي تعوَّد أبناؤه على مكارم حكامه واهتمامهم بكل ما يحقق الرفاه والأمن والاستقرار للمواطن والمقيم في هذا الوطن؛ فهنيئًا لصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز اهتمامه وعنايته ودعمه ومساندته المادية والمعنوية لهذه المسابقة ورعايته الكريمة لها، وهنيئًا لحفاظ كتاب الله اهتمام سموه الكريم بهم ودعمه الدائم لهم، وهنيئًا لوزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بهذه المسابقة ورعاية سمو الأمير سلمان لها.
أسأل الله - جلّت قدرته - أن يبارك للأمير سلمان في جهوده، وأن يعظّم له الأجر والمثوبة على هذا الاهتمام بكتاب الله العظيم وسُنّة رسوله الكريم الذي حثَّ على تعلم القرآن وحفظه، داعيًا المولى - عزَّ وجل ـ أن يكلل مساعي الجميع بالتوفيق والنجاح.
وآخر دعوانا أن الحمد لله ربِّ العالمين.
* رئيس جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية