الطائف ـ فهد الثبيتي
طالت الأيدي العابثة للمرة الثانية «مسجد الكوع « إحراقاً بحي المثناه بمحافظة الطائف بعد أن كانت قد أشعلت النيران بداخله في المرة الأولى قبل قرابة الشهر, فيما ظهرت آثار الحريقين وتحوله من الداخل للسواد الذي خلفته النيران. وكانت الجهات الأمنية قد وقفت في المرة الأولى على الحالة, وذكرت مصادر بأن مُفتعلا الحريق هما شابان حولا للمُستشفى بعد إصابتهما ببعض الحروق, في الوقت الذي تكررت الحالة وتم إضرام النيران بداخله للمرة الثانية. ويُعدُّ مسجد الكوع من المساجد الأثرية التي تشتهر بها الطائف مع مجموعة أخرى من المساجد, حيث تعرض للتخريب ربما من أشخاص يحملون رؤى مُتشددة بدلاً من أن يُنادون بالحفاظ على هذا الإرث الإسلامي كونه يرتبط بالسيرة النبوية في رحلة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم إلى الطائف في السنة الثالثة من الهجرة ومرروه بهذا المكان, كما يقترب منه مسجد أثري آخر يُسمى بـ «مسجد المدهون» هو الآخر طالته أيدي العبث وحُطمت اللوحات الدالة عليه. وكانت الجهات المختصة قد وقفت على حال «مسجد الكوع» في وقت سابق وأعادت ترميمه بوضع أبواب وشبابيك على نوافذه وأحاطته بأسوار حديدية، إلا أن أيدي العبث حطمت تلك الأبواب والشبابيك والأسوار ودخلوا إليه بعد تكسيرهم للوحات التعريفية له. وطالب عدد من الباحثين والمؤرخين والأدباء على مدى السنوات الماضية وما زالوا بالحفاظ على هذه الآثار والتي تُعدُّ جزءاً هاماً من تاريخ الأمة ومكون تاريخي وجغرافي للطائف والعمل على إبعادها عن أيدي المخربين.