أتمنى على وزير الصحة أن يشكل فريقاً علمياً لدراسة الظاهرة الغريبة التي حصلت في إحدى مستشفيات جدة. فقبل إسبوعين أصيبت أم وأبناؤها السبعة بهلوسة حادة مفاجئة، وقام عم الأسرة بنقلهم إلى طوارئ مستشفى الملك عبدالعزيز لتلقي العلاج، حيث وقف الأطباء عاجزين عن تشخيص المرض، مما دفعهم إلى إرسال عينات إلى مركز السموم لإجراء فحوصات مخبرية أكثر دقة لمعرفة النتائج.
في جازان أعرف أسرة كاملة مصابة بالعمى، ويحاول الأب الكفيف منذ سنوات طويلة أن يثير اهتمام الأطباء والباحثين ليعرفوا أسباب هذه الظاهرة المرضية، ولكن دون جدوى. هنا لن أتحدث عن كيف تعاملت المستشفيات مع الحالة الأولى أو الحالة الثانية، لكنني أريد وسط هذه الزحمة أن اشير إلى أن التعاطي مع الحالات الطبية النادرة الحدوث، قد تقود إلى اكتشافات علمية غير مسبوقة، فلماذا نفوِّتها، لأسباب عجيبة، كعدم توفر سرير، أو ذهاب الطبيب في إجازة، أو عدم رغبة الإداريين في فتح ملفات لهؤلاء المعدمين.
التحدي الأكبر الذي يواجه وزارة الصحة اليوم هو المستقبل و ليس الحاضر، فالمشكلات الراهنة يمكن حلها عبر تغيير المواقف الإدارية، أما المستقبل فلا حل له سوى توفر الرؤية الإستراتيجية التي تراهن على الطبيب و الطبيبة، وعلى الباحث والباحثة.