كثيراً ما نسمع ونقرأ هذه العبارة لدى كثير من الدعاة وغيرهم من طلبة العلم، ومفادها: التحذير من غيبة العلماء أو النيل من عرضهم بسخرية أو استهزاء، أو اتهامهم بما ليس فيهم، وهذا أمر مطلوب ومقرر شرعاً، لكن الأمر لا يقتصر على العلماء فحسب، بل الأدلة الواردة في تحريم الغيبة عامة، كما جاء في قوله تعالى (ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتاً فكرهتموه) ولما سئل النبي - صلى الله عليه وسلم - عن الغيبة قال (ذكرك أخاك بما يكره) فجاء التعبير بالأخ في الآية والحديث، وهو الأخ في الإسلام، وهذا يشمل كل مسلم ومسلمة، فكل لحوم المسلمين مسمومة، ولا دليل على تخصيص العلماء دون غيرهم، بل ربما يفهم السامع والقارئ لتلك العبارة أن لحوم غير العلماء مباحة بدلالة المفهوم.
ولعل من أطلق هذه العبارة يريد التأكيد على احترام العلماء، وهو قصد حسن، ولكن قد تفتح هذه العبارة باباً مغلقاً بسبب مفهومها غير المقصود، لذا أرى أن من المصلحة عدم استخدامها، وتستبدل بعبارة (لحوم المسلمين مسمومة)، فالحق أحق أن يتبع، والله الموفق.
dr-alhomoud@hotmail.comالمعهد العالي للقضاء