الثقافية - علي بن سعد القحطاني
تناول الشيخ أبو عبد الرحمن بن عقيل الظاهري ما اختزلته الذاكرة في علاقته مع الكتاب التي تمتد لأكثر من سبعين عاما وذلك في الملتقى الشهري لرابطة الأدب الأسلامي بالمكتب الإقليمي الرياض التي كانت بعنوان «تجربتي مع الكتاب، والتداخل الثقافي» وركّز على البدايات مذ نشأته في مدينة شقراء عام 1368هـ إذ يندر وجود كتاب آنذاك سوى ما تبيعه الحوانيت من أسمار وقصص كـ(المجنون وليلى) وسيرة (عنترة بن شداد) وكان قد أغرم الشيخ الظاهري في صباه بالأساطير ووجد أن الكتب آنذاك كان تأتي عن طريقين إما أشخاص يجلبون الكتب في أسفارهم من الهند وبيروت وإما مكتبة تجارية يمتلكها الدكتور محمد البواردي في شقراء - شقيق الأديب المعروف سعد البواردي - يقرأ فيها الإصدارات الحديثة والمجلات المصرية (آخر ساعة)، (الكواكب)، (المصور) وكان يتابع بشكل دائم سلسلة مقالات أحمد حسن الزيات التي كان ينشرها في مجلة (الرسالة) وذكر الشيخ أبو عبد الرحمن بن عقيل الظاهري إن أول كتاب أقتناه كان تاريخ جرير الطبري وطالما شق وأرهق والده بالديون من أجل شراء الكتب وعندما جاء إلى الرياض والتحق بكلية الشريعة بناء على رغبة والده كان يدرسهم آنذاك الشيخ علي الطنطاوي مادة البلاغة وكان يشتغل أيام دراسته الجامعية في كتابة المعاريض ويذكر الشيخ الجليل أنه اشترى كتب الإمام أنس بن مالك (93- 179هـ) كما ذكر عن شغفه ومحبته لاقتناء الكتب وكان يحرص على اقتناء الكتب، كتب في المعادن، كتب في الشريعة، وربما اقتنى كتبا في السحر المهم أن يلبي ذائقته ولما كان يدرس آنذاك في المعهد العالي للقضاء كان الشيخ صالح بن غصون يلزمهم بالحفظ وكان الشيخ أبو عبد الرحمن بن عقيل الظاهري يتقيد بتعليمات شيخه ويحفظ على كراهية وتعلق آنذاك بكتاب (طوق الحمامة) لابن حزم الأندلسي ومن ثمّ ترقى في قراءته إلى كتب (المحلى) لابن حزم الأندلسي واطلّع على كتب طه حسين وأحمد حسن الزيات وزكي مبارك كما اطّلع على شعراء المهجر جبران خليل جبران وميخائيل نعيمة وإيليا أبو ماضي وأكّد أن كتاب (الوجود والعدم) لبول سارتر هي أجمل ما قرأه، كما تنوعت قراءاته في كتب الحداثة والتيارات النقدية المعاصرة وقال الشيخ أبو عبد الرحمن بن عقيل الظاهري إنه منذ أن افتتح دار ابن حزم من 15 سنة بدأت مكتبته تتوسع إلى درجة أنه عرضها للبيع على مكتبة الملك عبد العزيز العامة ليتكرم الملك عبد الله عندما كان ولياً للعهد في تلكالفترة بإعطائه مبلغ أربعمائة ألف ريال، وأن تبقى عنده.