قال رسول الهدى ومعلم الناس أجمعين صلوات ربي وسلامه عليه «خيركم من تعلّم القرآن وعلّمه».
فأكرم بها من شهادة وأنعم بها من تزكية من لدن المبلغ عن رب العالمين جل وعلا. ويحق لنا أن نتساءل لماذا أضفى الرسول صلى الله عليه وسلم هذه الخيرية على من يتعلم القرآن وعلّمه؟
والجواب: ذلك لأن حافظ القرآن والذي يتلوه آناء الليل وأطراف النهار سيتخلق ولا شك بأخلاق القرآن وسيتأدب بالآداب الشرعية المذكورة فيه.
فهو على سبيل المثال إن همّ بغيبة أخيه المسلم تذكر قول الباري عز وجل {وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا}، وإن دعته نفسه لمعصية أو زيّنت له السوء والمنكر اعتصم بقوله جل و علا {إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ} فالتزم بها وواظب على صلواته بخشوع وتدبر حتى لا تراوده تلك الخطرات السيئة، وهو لا ينابز بالألقاب ولا يحتقر من هو دونه نسبًا أو مركزًا أو مالاً لأنه يعلم مقياس الأفضلية عند الله جل وعلا فهو يقرأ قوله تعالى: {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ}، وقوله: {وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانَِ}.
فكيف تطاوعه نفسه أن يوسم بالفسق بعد تغلغل الإيمان في قلبه؟!
فهو يحيا بهذه الحياة الدنيا وفي قلبه نور وفي بصره نور وفي سمعه نور {نُّورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاء}.
أسأل الله جل وعلا أن ينير أبصارنا وبصيرتنا بهدي القرآن وأن يهدي شباب المسلمين وشاباته لحفظ كتاب الله وتدبره والعمل به حتى تعود لنا الريادة والسيادة على كافة الأمم كما كان عليه سلفنا الصالح رضوان الله عليهم.. إنه ولي ذلك والقادر عليه.
*أستاذة الفقه المساعد بكلية التربية بجامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن