طرحت قبل سنوات عبر المنشود اقتراحاً حول إعادة ترتيب سنوات الدراسة في التعليم العام، بحيث تكون أربع سنوات لكل مرحلة دراسية، وتم تداول الاقتراح في أروقة الوزارة حينما كان وزيرها الدكتور محمد الرشيد، وبعدها أسدل الستار على المقترح وعلى الوزير ذاته، ونسي الموضوع تماماً، أسوة بجميع المقترحات! ولم يحيه سوى ما يدور حالياً على قنوات التواصل الاجتماعي والصحف الإلكترونية حول إمكانية إضافة سنة دراسية للتعليم العام، بحيث تكون ثلاثة عشر عاماً بدلاً من اثنتي عشرة سنة لإعداد الطلبة للمرحلة الجامعية بدلاً من السنة التحضيرية المعمول بها في جميع الجامعات لتهيئتهم وإعدادهم وتأهيلهم للتعليم العالي! وحين سمع الناس بإضافة هذه السنة اليتيمة؛ قامت الدنيا ولم تقعد وأبدوا عدم قبولهم بهذا التوجه، وغردوا برفض هذه الفكرة وأطلقوا الدعابات والنكت حولها.
حتى أعلنت الوزارة وأقسمت أنها لم ولن تدرس هذا الأمر لاعتبارات كثيرة منها إضافة عبء مادي على الوزارة وليس مراعاة لخواطر الناس!
وأود إضافة اعتبار آخر بأن هذه السنة لن تضيف شيئاً، لا علماً ولا تأهيلاً ولا تربية ولا اكتساب مهارات تفكير أو دراسة طالما لم تستطع اثنتا عشرة سنة خلخلة بعض الأفكار المتكلسة التي تنظر للتعليم على أنه سنوات كتبت عليهم، مطوية بأيام حضور وانصراف أو بدونهما؛ للوصول لهدف الوظيفة فحسب، وليس اكتساب علم ومعرفة وصقل مهارات اكتسبت طيلة هذه السنوات ونظرة إيجابية لممارسة المهنة بحيث يكون هناك ثقافة للعمل بعيداً عن الحصول عليها بطرق غير مشروعة ثم اختلاق الأعذار للتغيب عن الدوام.
وما لم يصل التعليم لتربية شبابنا على القيم وتأهليهم لاحترام العمل فهو فاشل سواء نقصت سنوات الدراسة أو زادت!
وما أريد قوله بعد التطرق لإضافة سنة (رابعة ثانوي) هو إعادة طرح ما راودتني به نفسي سابقاً بإعادة ترتيب سنوات الدراسة مرة أخرى لاعتبارات كثيرة منها طول المرحلة الابتدائية، ووجود فوارق بالسن بين التلاميذ، فتلميذ الصف السادس لا يعير زميله بالصف الأول اهتمامه بل قد يصدر منه ما يزعج الصغير مثل مزاحمته في الاصطفاف عند طابور المقصف، وعند ركوب الحافلة وأثناء الدخول والخروج من بوابة المدرسة الضيقة، إضافة إلى حيثيات كثيرة يستوجب بسببها نقل الصفين الخامس والسادس للمرحلة المتوسطة وضم تلاميذ الصف الثالث المتوسط لزملائهم في المرحلة الثانوية، فالتلميذ حينها قد وصل لسن خمسة عشر عاماً أو تجاوزها، وكثيراً ما تظهر مشاكل هذه السن في تلك المرحلة، حيث يعتبرونه طفلاً وهو يعد نفسه كبيراً قانوناً، ويسمح له النظام باستخراج بطاقة وطنية خاصة به.
والمدارس الابتدائية تعاني من كثرة عدد الطلبة وتزيد عن المرحلتين المتوسطة والثانوية مرة ونصف، فتلجأ الوزارة لزيادة أعداد المدارس الابتدائية ضعف أعداد المرحلتين المتوسطة والثانوية، ولو ساوت بينها بسنوات الدراسة لكانت المدارس الابتدائية تضاهي بالعدد المدارس في المراحل الأخرى.
لعل المغردين بتويتر يجدون موضوعاً يمضغونه أسبوعاً آخر!
rogaia143@hotmail.comTwitter @rogaia_hwoiriny