لفت انتباهي عند حضوري يوم (الجمعة الماضية) حفلاً ضم تجمع لملاَّك سيارات (MASERATI) في منطقة الخليج العربي والشرق الأوسط على هامش سباق (Trofeo) بمضمار دبي، حرص الآباء والأمهات (الخواجات) من مالكي السيارات (الفارهة) التي تفوق أسعارها (نصف المليون ريال) على اصطحاب أطفالهم لهذا (الريس والتجمّع)، بينما العرب كانوا يحضرون للأسف (فرادا) دون اصطحاب أطفالهم معهم..!
طبعاً (الخواجات) المقيمون في الخليج يرون في مثل هذه المناسبة فرصة لقضاء اليوم في (جو عائلي)، بينما (العرب) كانوا مهتمين (بالبرستيج) أكثر..!
فكرة إشراك الأطفال في حضور (مختلف مناسبتنا) فكرة يكتنفها شيء من (الإهمال)؛ فنحن نرى فيهم مصدراً للإزعاج وعدم الأهمية في المشاركة، حتى إن البعض (بكل صراحة) قد يشعر بالخجل من تصرفات أطفاله خلال هذه المناسبات، خوفاً من عكس صورة (غير جيدة) وحضارية عنهم انطلاقاً من ثقافة (العيب)، بينما الآخرون يرون في حضور (أطفالهم) أمراً طبيعياً وطريقةً وأسلوباً للتربية الحديثة من خلال التجربة وتعلّم الصواب والخطأ..!
أحد الآباء (الأجانب) القادم مع طفليه وزوجته من (الخُبر) قال لي: إن مرافقة (عائلته) لحضور هذا الحدث بعث في نفسه السرور كونهم يشاركونه هذا التجمّع، ولاسيما أن هناك مكاناً (مُخصصاً للأطفال) هيئته الجهة المُنظمة، مما يدل على اهتمامها هي الأخرى بأطفال (ملاَّك) هذا النوع من السيارات، كونهم (عملاء مُحتملين) في المستقبل، وهنا يتضح لدينا أيضاً أسلوب وأمر يغيب عن (دائرة اهتمام) التجار لدينا، وهو الاهتمام والترحيب بطفل العميل..!
الفرق كبير بين هذا الأسلوب وما نشاهده في بعض الأسواق والمتاجر لدينا والتي لا تفضِّل دخول العميل وتسوّقه برفقة أطفاله أصلاً، بل إن هناك محلات تجارية تضع حواجز لضمان عدم مرور (عربات الأطفال) إلى داخلها وكأنه غير مرحب بهم..؟!
إن عدم الترحيب (بمرافقة الأطفال) لوالديهم من بعض المطاعم أو الفنادق أو الأسواق أو التجمّعات هو أسلوب مرفوض وتقصير (غير مبرر)، ويجب على كل (أب) أو (أم) مقاطعة مثل هذه التجمّعات وعدم تشجيعها، وعدم تكريس مفهوم أن (الثقافة والتربية العربية) هي منبع إبعاد الأطفال عن مختلف مناسباتنا..!
لقد كان للأطفال في تاريخنا الإسلامي حضور في مختلف (الأحاديث والروايات والقصص) مما يؤكِّد على مشاركتهم في مُختلف مناحي (الحياة العامة) في ذلك الوقت بشكل طبيعي, فهم يحضرون المجالس ويتعلّمون ما يدور فيها ويحفظون (الأشعار والحكم) ويرونها..!
وهذا برأيي يحتاج لإجابة على السؤال الكبير حيال قبول مشاركة (الطفل العربي) اليوم في مختلف مناسباتنا واصطحابه؟! ابتداءً بالزواجات والمجالس وانتهاءً بمثل هذا التجمّع، حيث يبقى الطفل في نظر البعض منّا قاصراً لا يستطيع الانسجام مع ما حوله، بينما يراه الأجانب محوراً مهماً يمكن أن يتعلّم ويدرك ليُعتمد عليه مستقبلاً...!
وهنا فرق كبير يجب أن ندركه بين أطفالنا وأطفالهم..!
وعلى دروب الخير نلتقي.
fahd.jleid@mbc.net