مـا إن أعلن سمو الأمير نواف بن فيصل حل اتحاد القدم واستقالة سموه من رئاسة الاتحاد حتى ظهرت موجة من الترشيحات للرئاسة من عدد من الشخصيات الرياضية.. حيث أصبح هذا المنصب مطلباً لعدد من الرياضيين الذين باتوا يتطلعون لخلافة الأمير نواف في رئاسة الاتحاد.. فالكل أصبح يردد «أنا الرئيس القادم لاتحاد القدم» هكذا ترشيح متسرع دون برامج أو خطط عمل أو حتى دراسة لما تتطلبه الكرة السعودية مستقبلاً.. هذا فضلاً عمن ما زالوا لم يعلنوا ترشيحهم علناً وإنما أصبحوا يفكرون جدياً في المنصب الشاغر ويحدثون أنفسهم بالحصول عليه طالما المجال أصبح متاحاً والأمر بات ممكناً.
تجربة الانتخابات هي جديدة على الرياضة السعودية.. شخصياً طالبت عدة مرات أن يتم تهيئة الأندية لمثل هذه الخطوة من خلال تفعيل دور الجمعيات العمومية واعتمادها رسمياً للترشح للرئاسة حتى نخلق جواً من العمل الديمقراطي داخل الأندية لينتقل بعد ذلك للمناصب الأخرى في الكرة السعودية.. لكن الظروف لم تسمح بذلك وانتقلنا مباشرة للتنافس على منصب رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم الذي شَغَرَ فجأة وبات مجالاً للتجربة الانتخابية هو بنفسه في وضع قد يكون بعيداً جداً عن النتائج المأمولة.. وبالنظر للوضع العام نجد أن هناك الكثير من الغموض حول آلية الترشيح ووضع الاتحاد السعودي للكرة نفسه من حيث الاستقلالية والميزانيات المعتمدة وحدود مسؤولياته حول الملاعب والمنشآت وعلاقته برابطة الأندية المحترفة وعلاقته المباشرة بكل ما يتعلق بكرة القدم السعودية كجهة وحيدة مسؤولة عن ذلك.. فمثل هذه الأمور هي التي يجب إيضاحها والعمل على أن تكون واضحة أمام الجميع أولاً بإعلان ميزانية الاتحاد السابقة وأرقامها الحالية المتوقعة وثانياً بتحديد المسؤوليات والصلاحيات المناطة بالاتحاد حتى يكون الجميع على بيّنة واطلاع قبل التفكير في التقدم للترشح والذي سيكون بالتأكيد تجربة مثيرة للاهتمام لأنه قد يظهر عدد من الشخصيات غير المتوقعة لترشح نفسها للمنصب الذي لا أتوقع أنه سيخرج عن أسماء معتادة وقريبة من الرئاسة العامة لرعاية الشباب واتحاد الكرة السابقين خصوصاً في هذه المرحلة المبكرة من فصل اتحاد الكرة عن الرئاسة العامة لرعاية الشباب.. ولن تكون الأمور بالشكل الذي يتوقعه الجميع سوى بعد دورة أو دورتين على الأقل من رئاسة الاتحاد لينهض بنفسه ويحقق استقلاليته.
مباراة الصدارة
لقاء الغد الذي سيجمع الهلال بضيفه بيروزي الإيراني سيكون بالتأكيد هو لقاء تحديد الصدارة لهذه المجموعة وبشكل مبكر.. فكما حدث الموسم الماضي حين فرّط الهلاليون لظروف الغياب بأولى مبارياتهم أمام ساباهان الإيراني بالرياض ودفعوا ثمناً لذلك صدارة المجموعة حيث لم يتمكن الفريق من تجاوز الخسارة الأولى رغم فوزه ببقية مبارياته وتعادله مع ساباهان في إيران.. وهو ما يجب أن يدركه لاعبو الهلال ومدربهم جيداً حين يدخلون لقاء الغد.. فالمباراة لن تكون بالسهولة المتوقعة والفوز على الفرق الإيرانية دائماً ما يكون صعباً وعسيراً طوال مواجهات الكرتين السابقة..
ولقاء الغد لن يكون استثناء ما لم يرفع الهلاليون شعار الفوز بأي طريقة متى أرادوا الاستمرار في البطولة ولعب دور الستة عشر على أرضهم..
فريق بيروزي الإيراني مستواه الفني لا يتوافق مع مركزه الحالي في الدوري.. فالفريق خلال الفترة الأخيرة تحسن كثيراً ونجح في الفوز على المتصدر الاستقلال بثلاثية في لقاء الديربي الإيراني.. ما يعني أنه فريق قوي واستجمع قواه في النصف الثاني من الدوري.. والفرق الإيرانية عموماً حين تلعب مع الفرق السعودية تكون في أفضل حالاتها إضافة إلى أنها تلعب خارج أرضها بشكل جيد من حيث قدرتها على الدفاع الجيد ومواجهة الخصم بدنياً بشكل ممتاز مما يتطلّب مجهوداً مضاعفاً من الهلاليين للفوز وبالتالي اللعب على الصدارة من أول مباراة، وإذا لم تنجح في الفوز على أرضك فبالتأكيد لن تكون قادراً على الفوز خارجها، وأعني هنا حين تلعب في إيران.. لكن الشيء المطمئن أن الفريق الهلالي حالياً في وضع فني جيد ويمتلك كل أدوات الوصول للمرمى من حيث توفر لاعبين جيدين في الوسط والهجوم وخط دفاع جيد ومستوى فني يتصاعد تدريجياً.. وتبقى المهمة الأكبر للجماهير الهلالية للتواجد في استاد الأمير فيصل بن فهد لدعم الفريق ومؤازرته كعادتها دائماً ولتحقيق الاستفادة من اللعب على استاد الأمير فيصل الذي يجب أن يمتلئ عن آخره ليزف الهلاليون فريقهم - بإذن الله - نحو الفوز.
لمسات
- الظهور الإعلامي الرائع لسمو الأمير نواف بن محمد بعد لقاء منتخبنا أمام استراليا كشف عن شخصية إدارية محنكة تمتلك الخبرة والقيادة والرؤية الفنية المتميزة.. وهذا ما تحتاجه الكرة السعودية خلال المرحلة القادمة.
***
- من ضمن الأخطاء التي نرتكبها وتسهم في تقليص عدد القيادات الإدارية في الكرة السعودية اقتصار الترشح لعضوية رابطة الأندية المحترفة على ثلاثة أشخاص هم الرئيس أو نائبه أو الأمين العام وإذا سلمنا بتعدد المهام المناطة بهؤلاء وبعضهم أصلاً يعمل في عدة مناصب فكيف ننتظر منهم الإضافة ونحن الذين ننادي بالتخصص وتوزيع المسؤوليات وفتح المجال أمام ظهور قيادات إدارية جديدة في الأندية..!
***
- فجأة وجد الأستاذ أحمد عيد نفسه رئيساً لاتحاد الكرة السعودية وهو الذي أصلاً لم يتول أي مسؤولية قيادية أو رئيسية في اتحاد الكرة السابق.. ليؤكد للجميع أننا بعيدون أصلاً عن العمل المنظم والاستفادة من كافة القدرات..!