«أيتها النجدية المتوقدة تزهو بك الجائزة»
أفتتح مقالي بكلمات العزيزة الأخت الأديبة أميمة الخميس التي بعثت بها إلي عبر الجوال إثر إعلان فوزي بجائزة وزارة الثقافة والإعلام للكتاب (فرع التاريخ).
ومع سعادتي البالغة بهذا الفوز الذي حمل مشاعر وكلمات وأصداء لأحبة أسعدتني وأفرحتني وأوقدت أحاسيسي لما أحسست به من محبة صادقة. عدت بذاكرتي إلى الفترة التي استمتعت بها في إعداد هذا الكتاب.
وهذا الفوز لكتابي (المرأة في نجد (وضعها ودورها) هو فوز للمنهج الذي اختططته لنفسي منذ حصولي على درجة الدكتوراه بالتركيز على دراسة تاريخ المرأة في المملكة العربية السعودية، كانت البداية عبارة عن تساؤلين فتحا لي باباً مغلقاً وجدت خلفه تاريخاً ضبابياً يئن تحت الأحكام التي صدرت بحقه وبهامشيته وعدم وجودها وهذان التساؤلان هما:
أين هي!
ومن هي!
والقصة طويلة وكان نتاجها كتابي الأول (نساء شهيرات من نجد) الذي وجد قبولاً وأصداءً طيبة، ثم كتاب (إسهام المرأة في وقف الكتب) ثم تتابعت الدراسات من (فاطمة السبهان) و(نورة بنت عبدالرحمن) و(غالية البقمية) و(كتاتيب البنات) وغيرها وصولاً إلى كتاب (المرأة في نجد «وضعها ودورها»).
وفي كل مرة أخوض فيها تجربة الكتابة عن المرأة وعلى الأخص «المرأة النجدية» أجد نفسي محاطة بكمّ من الأحاسيس والمشاعر لأولئك النسوة وهي مشاعر تقترب مني وتلامسني بالرغم من بعد المسافة، فأطوف بخيالي في صحراء نجد وحاضرتها، أطرق الأبواب، أقابل النساء الباسمات، الشاقيات، المتوشيات بالصبر، المزهوات بإنجازهن.
هن من حملن السعادة إلى قلبي، وهن من أضفى شيئاً إلى وجداني.
اليوم:
أترحم عليهن بعد أن أتحن لي المجال لأخوض في تتبع دقائق حياتهن وأستخلص منها العبر، وهن من دون شك من قدن خطواتي نحو هذه الجائزة.
أما من شاركوني بهجتي بكلمة أو اتصال أو رسالة فلهم كل التقدير والامتنان، وأخص الأستاذ سعد العفنان من حائل الذي لم يمنعه ملازمته لفراش المرض أن يتصل وأن يهنئ، فله مني كل التقدير والدعاء بالشفاء العاجل من إله كريم مجيب الدعاء.