جاء استشهاد الدبلوماسي السعــودي خلــف العلي الشمري في بنجلاديش ليؤكد المعلومات المتداولة باستهداف الدبلوماسيين السعــوديين من قِبَل الجماعات الإرهابية المرتبطة بأنظمة إقليمية، إذ أعلنت أكثر من مرة بأنها ستنقل معركتها إلى خارج المنطقة، كما أكدتها التحقيقات التي أعقبت استشهاد الدبلوماسيين السعوديين في باكستان، والتي أظهرت أن الإرهابيين الذين اغتالوا الدبلوماسيين السعوديين في كراتشي لهم ارتباطات بنظام الملالي في طهران.
استهداف الدبلوماسيين السعوديين وغيرهم من قِبل هذا النظام ليس بالجديد، إذ سبق لمجلس الأمن الدولي أن حذَّر في بيان رئاسي له من تجاوزات ملالي طهران وخرقهم للاتفاقيات الدولية بأهمية حماية المبعوثين والدبلوماسيين، سواء داخل البلد الذي يمثلون بلدانهم فيه أو خارجه. وقد سجلت العديد من العمليات الإرهابية التي نُسِبتْ إلى عناصر مرتبطة بأيران، نفَّذها مواطنون إيرانيون وإرهابيون يلقون دعماً مادياً من إيران، سواء في الهند أو تايلند أو جورجيا أو باكستان، والآن تحوم الشكوك حول العناصر المرتبطة في إيران ببنجلاديش. وهذا يفرض على جميع الدبلوماسيين ومنهم الدبلوماسيون السعوديون أخذ الحذر والحيطة، بخاصة في الدول التي تعاني من تراخٍ آمني ووجود لجماعات إرهابية مرتبطة بإيران، كما يتطلب من الدول التي شهدت مثل هذه الأعمال الإرهابية أن تتخذ مواقف حازمة تجاه إيران لوقف أعمالها التي تخرق المواثيق الدولية، فضلاً عن توفير الحماية المطلوبة لتأمين عمل الدبلوماسيين أين كانت دولهم، وخصوصاً الدول التي استُهدف دبلوماسيوها في أماكن أخرى، كما يجب مراقبة عمل من يتخفون برداء العباءة الدبلوماسية من العناصر الإرهابية الإيرانية، الذين يوجدون في السفارات الإيرانية في تلك البلدان، والذين يحركون العناصر الإرهابية الذين يقتلون الدبلوماسيين الحقيقيين.
jaser@al-jazirah.com.sa