لعلّ أجمل ما في معرض الكتاب لهذا العام هو استثمار وسائل الاتصال بطريقة مدهشة، سواء بالنسبة للكتَّاب، أو وزارة الثقافة، أو دور النشر، حتى القرّاء الذين يتفاعلون مع صفحات الكتَّاب ودور النشر، أو الصفحة الرسمية لمعرض الرياض الدولي للكتاب 2012، والتي لم تبث أخبار المعرض، وعناوين الندوات ومواعيدها، وحفلات التوقيع فحسب، بل كانت تطلق تغريدات من التراث العالمي الإنساني، ومن التراث الإسلامي، تتناول القراءة والمعرفة بطريقة محرّضة على التواصل مع الكتاب.
لم أكن بعيداً عن هذا الفضاء البهي، كقارئ وككاتب وكمغرّد، بل إنّ الفكرة الرائدة التي ابتكرتها قناة الثقافية، بتسجيل مقاطع قصيرة، تشبه تغريدات تويتر، مع عدد من الكتاب، من أجل بثها كفواصل بين البرامج، وكعمل مقابل للإعلانات التجارية في القنوات الأخرى، جعلتني - على غير العادة - أشعر بجمال الفكرة، وأختار لهم خمساً من بين التغريدات أو الشذرات التالية التي كتبتها:
1- الكتب ثلاثة، منسابٌ كنهر، وعرٌ كجبل، وقاع أجرد ومسطح بلا بداية ولا نهاية، ولا حتى ملامح.
2- القارئ مثل طفل الأرجوحة، مرةً ينكبُّ على أرض الكلمات، ومرةً تحلِّق به حتى يرى السماء والغيم والأمنيات.
3- لا تأخذ الكتاب من الرفِّ إلى يديك، بل خذ الكلمات من قلبه إلى قلبك، واجعلها تعيث به جمالاً، حتى يزهر.
4- من رفِّ الحمام تصطفق الأجنحة، ومن رفِّ الكتاب تطير الكلمات؛ الحمام يتربّص به الصيادون، والكتاب تتربص به النوايا.
5- الحروف كالنمل، إن انتظمت في السير استقام الكلام، وإن تبعثرت حول الغنيمة ضاعت العبارة.
6- الكتاب الذي لا يُصيب يخذل، فإما أن يثقب عقلك فتبتاع منه، وإما أن يخذلك فتلوم الشجرة التي فرَّطت يوماً في جذعها.
7- حينما يكتب القلم الكلام، فيخطئ، فإنّ الممحاة لا تمحوه، بل تكتب هي أيضاً، لكنها تكتب الصمت.