أثار المقال المنشور هذا اليوم للشيخ محمد بن عبد الله آل الشيخ عن بيت السدارى شجوني نحو موضوع مهم كتبت في وقت سابق عن أهميته ألا وهو توثيق البيوت الحاضرة في مجتمعنا المحلي في خدمة الدين والوطن والمجتمع، فمجتمعنا السعودي وفي مناطقه المتعددة أخرج عشرات الأسر التي نبغت في بعض المجالات سواء كانت هذه المجالات سياسية أو علمية أو دينية أو تجارية، وهذا الأمر ليس وليد اليوم، بل هو قديم جداً ففي القرون الأولى برزت بيوت مثل بيت آل سيرين الذين منهم مُفسر الأحلام الأشهر في التاريخ محمد بن سيرين، وهناك من ألَّف كتاباً عن الأسرة الطبرية التي خرج منها عدد من العلماء، وهناك بيت آل قدامة، وهو بيت علمي خرج منه العالم الحنبلي الكبير ابن قدامة صاحب كتاب المغني من أشهر كتب الفقه عند الحنابلة حتى يومنا هذا وتدرس بعض أبواب هذا الكتاب في جامعاتنا وجوامعنا حتى اليوم، وبعده ابن تيمية العالم الشهير الذي كان والده وجده من العلماء، وفي مكة كان هناك قبل عدة قرون بيت آل فهد كان فيه العديد من العلماء برزوا في أكثر من مجال منها علم التاريخ.
وفي عصرنا الحاضر برزت أسر عديدة بجوانب تميُّز مثل آل سعود في السياسة والحكم، وهناك بيوت تجارية عريقة في القصيم والحجاز لها الصدارة في المشهد التجاري، وبرزت بيوت علم وقضاء في الأحساء وجازان، وهناك بيوت شعر وأدب، وهناك بيوت تقلَّد العديد من أبنائها وظائف حكومية بارزة، وغير ذلك من المشاهد التي تعكس نبوغ بعض الأسر والعوائل، وهو ما يستحق أن يُوثق ويُبحث، وأن تُدرس أسباب النبوغ في هذه الأسر والمجتمعات.
xdxdxdxd99@gmail.comفاكس 2333738