|
الجزيرة - ندى الربيعة
امتد مشروع إسكان الملك عبدالله بن عبدالعزيز التنموي لإسكان النازحين في منطقة جازان مع الوقت إلى مشروع استثماري ذي قيمة اقتصادية منتجة عِوضاً عن كونه مشروعاً إغاثياً إنسانياً، كما ساهم في إحياء التنمية الاجتماعية والاقتصادية وإيجاد فرص عمل وخلق وظائف جديدة لأبناء المنطقة وللأسر المنتجة.. فالمشروع يُعتبر من أكبر المشاريع الإسكانية المُنفذة بالمملكة من حيث الحجم، وأحد المشاريع الوطنية الإستراتيجيه في المنطقة وهو بمثابة تجربة مميزة في الاستفادة من الطاقات البشرية وتدريب وتأهيل العاطلين عن العمل.
وحول هذه التجربة أوضح مدير المشاريع في مؤسسة الملك عبدالله لوالديه للإسكان التنموي المهندس فهد الجاسر بأن المؤسسة بالإضافة إلى بناء المشروع لم تغفل الجانب الاجتماعي حيث تم التعاون مع مكتب العمل في المنطقة لتوظيف أكثر من 1500 مواطن في وظائف إدارية وأمنية وفنية وتم تشغيل جميع مصانع المنطقة الكبيرة والصغيرة في مجال مواد البناء وساهم معظم مقاولي المنطقة في مساندة المقاولين الرئيسين للمشروع وعلى مستوى التأثيث فقد تم تدريب وتأهيل أكثر من 100 فتاة وعدد من الأسر المنتجة في مجال المقاعد (القعد الجازانية) وهو مشروع كبير حيث يساهمن في تأثيث معظم عناصر أثاث الوحدات السكنية والتي تُقدر كلفته بأكثر من 120 مليون ريال. وفيما يتعلق بفكرة تأثيث وحدات المشروع من خلال فتيات المنطقة يقول المهندس فهد بأن الفكرة ولدت حينما أمر خادم الحرمين الشريفين بأن تكون الوحدات مؤثثة وبالتالي عندما بدأنا في تصميم عناصر الأثاث رأينا أن يكون أثاثاً وظيفياً يلبي احتياجات الساكنين وطبيعتهم الاجتماعية واجتمعنا مع عدد من أبناء المنطقة المتخصصين في هذا المجال ومن ثم بدأت المؤسسة في تنفيذ برنامج تأهيلي لعدد 350 فتاة وتحت إشراف وتمويل المؤسسة لمدة ثلاثة أشهر في المجالات المختلفة التي يحتاجها المشروع في أعمال التأثيث وتم تجهيز مبنى متكامل ومجهز ومستقل بالتعاون مع الشركات المنفذة للأثاث وتوفير كافة متطلبات بيئة العمل المناسبة لإنتاج عناصر الأثاث المطلوبة منهن وذلك للعمل تحت برنامج زمني محدد، وأشاد المهندس الجاسر بالنتائج المبهرة لعمل الفتيات من حيث الانضباط والإنجاز وبنهاية البرنامج أقامت المؤسسة احتفالية لتكريم الفتيات والتي تسعى المؤسسة بالبحث عن مجالات تسويق منتجاتهم مع العديد من الجهات لضمان استمرار التجربة.
وحول توزيع الوحدات السكنية على أسر النازحين قال الجاسر سيكون من خلال معايير اجتماعية وإنسانية باستخدام نظم المعلومات الجغرافية بالتعاون مع البريد السعودي كما أن الأسر محصورة من قبل البدء في أعمال التصميم فهناك لجنة أحصت هذه الأسر وتأكدت من جميع معلوماتها.
من جهته قال مشرف فريق إدارة مشروع شركة ايكوم الخاص بمشروع إسكان النازحين عبد الله الرشيد بأنه منذ استلام المقاولين للمواقع قبل سنة ونصف السنة تم تنفيذ 2000 وحدة سكنية بجميع مرافقها من مساجد ومراكز صحية ومدارس وحدائق وغيرها، وتم تنفيذ المشروع واختيار مواد البناء التي تتناسب مع الطبيعة الجغرافية والمناخية للمنطقة مضيفاً بأن تصميم الوحدات السكنية رُوعي فيه راحة الأسرة كما أنها صممت بشكل يخدم العائلة في الوقت الحالي ومستقبلاً بحيث يسهل عليها بناء غرف جديدة في حال زيادة عدد أفراد الأسرة.
وقال الرشيد بأن من أهم النقاط التي ساعدت على تنفيذ المشروع بزمن قياسي هي أن الفريق المشرف على المشروع بالتعاون مع إدارة المشاريع بمؤسسة الملك عبدالله والشركات المنفذة يعمل على مدار 24 ساعة ويهدف إلى تنفيذ المشروع وإنجازه بأسرع وقت وبأفضل المواصفات وذلك بناءً على توجيهات خادم الحرمين الشريفين.
وبحسب الرشيد فإن من أهم التحديات التي واجهتها الشركات المنفذة هي التحرك ونقل الآليات للموقع كون المشروع يقع في منطقة حدودية بعيدة وغير آهلة بالسكان وكذلك توفير السكن لطاقم العمل البالغ حوالي 6000 عامل بما فيهم الموردون، كما أشاد الرشيد بدعم وتعاون مؤسسة الملك عبدالله ووالديه الخيرية للشركات المنفذة والتي بدورها تم التغلب على جميع الصعوبات التي قد تواجهها في مسألة التراخيص ومراجعة الدوائر الحكومية، وأضاف الرشيد: نحن بدورنا نتشرف بالعمل على هذا المشروع وهذه المكرمة ليست غريبة على خادم الحرمين الشريفين والقيادة الرشيدة.