ماأطولك من ليل!
هكذا قلت لنفسي، رغم أن الوقت لم يكن ليلاً، لكنها الحيرة والتوجس من شيء قادم، وهذه العناصر بحد ذاتها هي مزيج من ليل بهيم!
هذا صحيح، رغم أن الليل يحمل معه الهمّ غالباً حين يأتي حيث يسكن البشر ويخلدون إلى مهاجعهم.. وكل يخلد إلى نديم مختلف، بعضهم يجد الأمان والاسترخاء والراحة، وبعضهم نديمه القلق!
ليس ثمة مايخيف أو يقلق، خالقنا كفيل بنا، رددت هذه العبارة بيني وبيني..
(من لم يسمع طبول الحرب فهو ولاشك أصم) هكذا قال هنري كيسنجر، قرأتها في أكثر من موقع ثم رددت مع من رددوا: هذه مجرد حملة دعائية (Propaganda).. إنه يحاول بث الرعب في قلوبنا من خلال إيهامنا بقوة إسرائيل وأن القادم أصعب، تباً له!
أشعر أحياناً بأن لدي مشكلة في ذاكرتي وقد لا أكون الوحيدة التي تعاني من ذلك، مشكلتي ليست في النسيان ولله الحمد وإنما في شدة الاستعادة والقدرة على التذكر، تبارك الله (نمسك الخشب) فالإنسان قد يكون حاسداً لنفسه هو ذاته..
لكن قبل أن أكمل عبارتي الأخيرة، أتساءل هل الذاكرة القوية نعمة أم نقمة.. جمال وبهاء وتميز، أم أنها ألم وتعاسة وشقاء.. نحمدالله على الذاكرة القوية عند الامتحانات أو عند إجراء بعض الحسابات أو التأكد من بعض الأمور الهامة خاصة في مجال العمل، لكن تبدو الذاكرة نقمة في مواقع أخرى!
هي نقمة في تذكر المآسي والأحداث المؤلمة..
تذكرت عبارة كيسنجر السابقة، قالت الصحيفة ذاتها اليومية المحلية (ديلي سكيب) الصادرة من نيويورك (إن ثعلب السياسة الأمريكية العجوز الذي قارب التاسعة والثمانين من عمره، قال: إن مايجري حالياً هو تمهيد للحرب العالمية الثالثة التي سيكون طرفاها هما روسيا والصين من جهة والولايات المتحدة من جهة أخرى).. هكذا بمنتهى السهولة.. إنه يهذي ولاشك!
يالهذا الضجيج الإعلامي المخيف! هل يوجد ماهو يقين نعتمده ونسير في اتجاهه، أم أن هذه الأخبار والأحداث التي لانرى منها سوى ظاهرها ستعصف بنا إلى مالا نهاية.. أحاول تسلية نفسي مثل الكثيرين في مثل هذه المواقف بترديد بعض الأدعية مع بعض السور القرآنية القصيرة.. ماذا، هل ثمة خوف؟
هكذا رغماً عني وجدتني أحدث نفسي وأكتب لكم حول السياسة وأنا التي لاأحب الكتابة حولها أو الخوض كثيراً فيها ويبدو أن جورج أورويل كان صادقاً في عبارته حين قال (في عصرنا لايوجد شيء اسمه بعيداً عن السياسة، كل القضايا هي قضايا سياسية!).