بدأ يكثر الحديث في الآونة الأخيرة عن دراسات المستقبل باعتبارها من الدراسات التي يستفاد منها في التخطيط لأمور كثيرة تمس مستقبل الإنسان بشكل عام، وهذا النمط من الدراسات قطع شوطاً بعيداً في العالم الغربي وفي بعض الدول الآسيوية المتقدمة، كما توجد مراكز الدراسات المستقبلية في بعض الدول العربية.
وفي الغرب الذي تقدَّم به هذا النوع من الدراسات أصبح له تقاليده ومرتكزاته وظهر فيه متخصصون ذاع صيتهم في أنحاء العالم.
وتحظى هذه المراكز بدعم من الدول التي توجد فيها لأنها غالباً ما تفتح آفاقاً للتخطيط السياسي والاقتصادي للتعامل مع معطيات الحياة المعاصرة.
ومن خلال البحث نجد أن الهدف السياسي هو الذي يغلب على هذا النمط من الدراسات لأن استشراف المستقبل يساعد في التعامل مع بعض الظواهر والقضايا التي قد تنشأ وتطرح لها الحلول المعينة على معالجتها والتغلب على الصعوبات التي ترافقها.
وواضح جداً أن الذين يخوضون في دراسات المستقبل من الأعلام البارزين الذين يملكون خبرات عالية في الحياة المعاصرة وفي مجال التخصص الذي يعملون فيه ومن ثم فإنهم يوظّفون هذه الخبرات في طرح وعرض الآراء عن الأحداث التي تقع في قادم الأيام.
وهذه الدراسات في كل الأحوال ليست مبتورة عن الماضي أو الحاضر المعيش أو لا يمكن بحال من الأحوال أن ندرس قضية مستقبلية من غير أن نعرف جوانب من أوضاعها في الماضي وما هي عليه في الوقت الراهن ومن ثم معالجة القديم مع الحاضر فإن الآراء تظهر وتتجلَّى لما قد يحصل أو ما قد يكون عليه المستقبل، ومن ثم فإن ارتباط دراسات المستقبل بالتاريخ والسياسة هو أمر واقعي.
إننا نتطلع إلى الوقت الذي تصبح فيه دراسات المستقبل من بين الدراسات الشائعة والمعترف بها هنا في المملكة لأنها من الضروريات التي نحتاج إليها في تطلعاتنا إلى التعامل مع أحداث العالم المعاصر والأوضاع الداخلية، ومن خلال بحث سريع فإن هذا العلم يدرس في جامعة الأمير نايف للعلوم الأمنية والتوسع في هذا المجال كما ذكرت ضرورة لا بد منها.