في لقاء مع الأمير خالد الفيصل وكان النقاش حول جائزة مكة المكرمة للتميز، طرحت على سموه فكرة وصفها بأنها جميلة. قلت إن البطالة لن تقضي عليها جهود تقليدية فحسب، بل علينا سبر كل السبل المتاحة خارج المألوف والمعتاد من الحلول المعلبة. وشرحت له كيف توافقت رؤى مجموعة من المخلصين لتوفير حلول دائمة للعاطلين.
بدأت الفكرة من عميد كلية الأمير سلطان للسياحة والإدارة بجدة الدكتور ياسين الجفري بتأهيل شباب لم تمكنهم ظروفهم المادية من استكمال دراستهم الجامعية في مجال الطبخ وخدمات المطاعم بإشراف شيف دولي بمركز تدريب متخصص بالكلية، وسارع الأمير عمرو محمد الفيصل رئيس جمعية دعم الأسر المنتجة إلى تحمل أقساط التدريب، والمشاركة في توفير الموارد المالية لهم لبدء مشاريع خاصة يتملكونها ويديروها بأنفسهم.
وتوالت المساهمات والتفاهمات والاتصالات مع جهات داعمة ومشاركة وراعية، فكلية الهندسة بجامعة الملك عبدالعزيز تصمم مطاعم صغيرة متحركة أشبه بأكشاك القهوة في الطرق السريعة ومحطات البنزين، وتنازلت مصانع أطعمة ومعدات عن نسبة كبيرة من أرباحها لتوفرها لهذا المشروع حصريا، ورحبت أمانة جدة بحماسة أمينها الشاب الدكتور هاني أبو راس بالاجتماع بنا لدراسة سبل توفير المواقع المناسبة ورعاية المشروع، ويتم التواصل مع صندوق المئوية وبنك التسليف لتوفير قروض حسنة للشباب. وسيكون من شروط هذا المشروع (محل لكل مستفيد) أن يحمل الشاب شهادة طبخ وأن يعمل بنفسه في المشروع لسنة على الأقل ثم يشرف عليه إشرافاً مباشراً.
واقترحت على الأمير خالد أن تضاف لجوائز التميز لمنطقة مكة المكرمة جائزة لأفضل مشروع لمحاربة البطالة وخدمة الشباب كهذا المشروع.
ترحيب الأمير بالفكرة ليس غريبا فهو صاحب فكرة ومبادرة.. وحماس. ولكن المفاجأة السعيدة هي في حماس الجهات الداعمة وبعضها ربحي أو بيروقراطي. فهاجس البطالة وهم الشباب هموم وطنية تشغل كل بال ويكفي أن يخرج صاحب رأي بفكرة مجدية حتى تفتح أمامه الأبواب كما فتحت أمام الأمير عمرو الفيصل والدكتور ياسين الجفري وتحل العقد وتيسر الإجراءات لخدمة من نرى فيهم أبناءنا وأخواتنا ومستقبل الوطن ومصيره.
تحية للوطن في قلب كل مواطن.
kbatarfi@gmail.com