|
الجزيرة - يحيى القبعة:
دعا رئيس مجلس إدارة مجلس الغرف الأسبق صالح التركي القطاع المصرفي إلى وضع حد للقصور تجاه تمويل المشاريع مشيدًا في ذات الوقت بسياسة القطاع في تجاوز الاقتصاد المحلي عواقب انهيارات الاقتصادات العالمية، وتجنيبها بأقل المخاطر. ووجه التركي خلال لقاء شباب الاعمال بغرفة الرياض انتقادات لتجربة الاستثمار السعودية والخليجية في لبنان، وقال: إن خسارة استثماراتنا كرجال أعمال في لبنان الذي لم يتعامل معنا بشفافية أعطتنا درساً للعودة إلى السعودية للاستثمار فيها، وأن الخسارة الحقيقية هي للبنان، فلم يعد هناك مستثمر سعودي أو خليجي، ولم يعد هناك أكثر من شقة يمتلكها السعودي في لبنان». وكشف التركي بأنه بدأ مشواره من الصفر حينما قرر في بداية الطفرة الأولى أن ينتقل من الشرقية التي لم تكن تملك آنذاك مقومات اقتصادية بخلاف احتضانها لعملاق النفط أرامكو، إلى جدة مروراً بالرياض التي لم يجد فيها ما يناسب انطلاقته. وأضاف أنه كان يعتقد أن تأسيس شركة بالأمر السهل لكنه اصطدم بسيطرة الشركات الأجنبية على الساحة التجارية والاستثمارية التي لم تكن تسمح لمواطن دخول المعترك، وروى التركي واقعة جعلته يتحدى سطوة الشركات الأجنبية حينما أراد أن يتولى تنفيذ عملية كمقاول في سوق كان يسيطر عليها المقاولون الكوريون وجاءه رد الكوريين بما معناه «اجلس في بيتك وسيأتيك الشيك!! «ومن هنا كان التحدي الذي دفعه لتأسيس شركة مقاولات وتوجه إلى أرامكو ليأخذ منها مشروعات كبيرة تخصها، وحصل على تشجيع أرامكو حيث كان يطمح لتوطين صناعة المقاولات. وقال التركي إنه يؤمن بضخامة وقوة وجاذبية سوق المقاولات السعودية، وبمستقبلها الواعد، مشيراً إلى أن جدة وحدها لديها مشروعات بـ45 مليار ريال، لكنه رأى أن القطاع يواجه بعض المعوقات مثل نظام ترسية المشروعات الذي يقر أقل العروض المقدمة، داعياً إلى تعديل هذا النظام، كما شدد على أهمية تكوين كوادر سعودية داخل شركات المقاولات، كهدف يسهم في توطين صناعة المقاولات.ودعا التركي لإقامة جهة رسمية تشرع وتنظم لرأس المال المخاطر ولمشاريع المبادرين الشباب، بهدف دعم وتشجيع هذه المبادرات، وقال إن أهم الشركات والكيانات الاقتصادية في الدول المتقدمة هي من الشركات المبادرة والمخاطرة، والتي تنتج أغلب الوظائف هناك، وليس القطاع العام هو من يوفر الوظائف، وعن الغرف التجارية طالب التركي بانتخاب كل أعضاء مجالس إدارات الغرف، دونأن يكون للوزارة حق في تعيين. وعن أسباب تركه لرئاسة غرفة جدة قبل سنوات، قال التركي: إنه» لا يعرف بشكل حرفي السبب الرئيسي، وأنه أقيل ولم يستقل»، وقال: إنه أراد أن يجعل من غرفة جدة بيتاً حقيقياً للأعمال وإيجاد بيئة عمل خصبة للجميع من صغار وكبار رجال الأعمال، واقتبس في هذا الخصوص مقولة ستيف جوبز « البيئة الصالحة هي التي تضع سوراً واقياً لرجل الأعمال من الإفلاس»، ونفى أن تكون لديه طاقة للعودة إلى غرفة جدة. وسئل التركي عن رأيه في منهجية منتدى جدة الاقتصادي، والمقارنة بينه وبين منتدى الرياض الاقتصادي، فأجاب بأنه يرى أن يهتم منتدى جدة بالقضايا المحلية، وقال: إنه كان يفترض أن يكون توجه المنتدى منافساً لمنتدى دافوس الاقتصادي، وأنه قام على أسس صحيحة، لكن التطبيق اختلف، مشيراً إلى أن صناعة المنتديات ليست بالأمر السهل، وقارن بين منتديي جدة والرياض، بقوله إن منتدى الرياض جيد ومنافس، كما عمل على تكوين كوادر ثابتة تعكف على دراسة خمسة مواضيع محلية تهم كل رجال الأعمال على مدى عامين، ثم يناقش ويصدر توصيات مهمة.