أعجب كثيرا لمن يحاول أن يبرر للساقطين والمنحرفين والشاذين والضالين عن جادة الصواب ما يقدمون عليه من جرائم يندى لها الجبين، والحديث عن الساقط حمزة كشغري لن أكون فيه بأفضل ممن تحدثوا عنه من العلماء الأجلاء الذين زيادة على دفع الغيرة لهم كما تدفعنا جميعا كمسلمين ننتفض حين يسب دين الله أو رسوله -صلى الله عليه وسلم- أو صحابته رضوان الله عليهم أو أحد من التابعين له بإحسان، والعلماء -حفظهم الله- زيادة على غيرتهم الطبيعية كمسلمين لديهم من العلم ما يؤهلهم ان يقولوا ما يجب ان يعاقب به فاجر كهذا.
وللأسف، فإن هناك من يعود بما حدث إلى حداثة سن مرتكبه وعدم وعيه التام بشناعة ما أقدم عليه متناسين أو متغافلين عن أنه مكلف له ما لغيره من المكلفين وعليه ما عليهم، فإحدى وعشرون سنة كفيلة بإدانته؛ حيث بلغ سن التكليف والوعي لما يقول، والدليل منحه الثقة من قبل المطبوعة التي يعمل بها وإدراكها التام انه يمتلك قلما مقنعا للقراء، وهنا تكون الكارثة مضاعفة؛ فمنح منحط مثل هذا مساحة لكتابة شيء يقرأه الجمهور أمر في غاية الخطورة، إذا هو ليس غرا أطلق كلمة طائشة لا يعلم مدى خطورتها؛ لأنه كاتب لو لم تدرك مطبوعته قيمة ما يطرح لما منحته المساحة التي يطل من خلالها على قراء المطبوعة.
ثم أن هناك شيئا مهما فيما حدث ان يكون ذلك الساقط كغيره من الكتاب ممن يبحثون عن المزيد من الضوء بسبب ضآلتهم وحقارتهم أمام ذواتهم والبحث عن مساحة ولو قذرة للوقوف تحت الأضواء وليكونوا حديث المجالس والصحف والمنتديات والبرامج المرئية والمسموعة، وقد مر بنا من هم على شاكلته حيث سلطت الأضواء عليهم لفترة ولم يغيروا ذرة مما يحمله الناس عن دينهم ورسولهم وثوابتهم الراسخة كالجبال، بل زاد المؤمنون تمسكا وتماسكا وقناعة بسموهم وعلو منزلة مُعتقدهم ومبادئهم.
وقفة لـ وليد الأعظمي:
رسول العلى والفضل والخير والهدى
لكل سطور المجد اسمك مبتدا
ولي في معانيك الحسان تأمل
سمعت به قلبي يقول محمدا
ويهتز للذكرى حنينا وحرقة
فيهتاجه الشوق الذي جاوز المدى
ويعمره فيض من الوجد سابغ
يضوع به قلبي أريجا موردا
fm3456@hotmail.com