|
الجزيرة - مها السالم - فاطمة الرومي
حذرت الدكتورة عبير الغنوشي الأستاذ المساعد بجامعة الملك سعود من ان تكرار استخدام زيوت القلي لمرات عديدة يشكل خطورة كبيرة على صحة الإنسان فهو يؤدي إلى تكون خلايا خبيثة بين الأنسجة ومن ثم ظهور الأورام بسبب تأكسد الزيت وتكون مركبات مضرة بالصحة (مسرطنة)، مثل الهيدروبيروكسيد والكحول والألديهايد والهيدروكربونات والأحماض الدهنية الحرة والكيتونات وغيرها، واضافت د. الغنوشي ان مركبات الألديهايد أكثرها ضرراً حيث تعتبر المسبب الرئيسي للسرطان، كما أوصت بعدم استعمال الزيت للقلي لأكثر من 3 مرات كحد اقصى، حيث أنه كلما قل عدد مرات استعمال الزيت للقلي كان ذلك أفضل.
واوضحت انه يحبذ التخلص من الزيت المستعمل للقلي من المرة الأولى فهذا أسلم وآمن. كما شددت على ان الزيوت التي تستخدم في تحمير البطاطس (النشويات) يجب ألا تستخدم مره أخرى لأن النشويات تكوّن مادة خطيرة تعرف باسم (الأكريلاميد) فهي من اهم مسببات السرطان حيث أوضح العلماء أنها تشجع حدوث طفرات جينية وتسبب أوراماً حميدة وخبيثة في المعدة مما ينتج عنه الإصابة بالسرطان على المدى الطويل، فقد ثبت ان 30%-40% من حالات السرطان المرتبطة بنوعية الغذاء يرجع سببها إلى هذه المادة، واشارت إلى ان 80% من الزيوت التي تستخدم في المطاعم غير صالحة للاستخدام الآدمي وذلك بحسب دراسة علمية صدرت مؤخراً.
كما حذرت الدكتورة الغنوشي من المخاطر التي تتهدد أطفالنا جراء تناولهم لـ(الشيبس) فكيس عادي من الشيبس قد يحتوي على كمية من الأكريلاميد أكثر بحوالي 55 مرة من الحد الأقصى المسموح به الذي حددته منظمة الصحة العالمية، حيث تنص المواصفات الأوربية على ألا تزيد النسبة في الغذاء على 10 أجزاء لكل مليار جزء ولكن هيئة مواصفات الغذاء البريطانية اكتشفت أن الشيبس يحتوي على 12 ألف و800 جزء لكل مليار جزء.
ونصحت الغنوشي باستخدام زيت الزيتون فهو من افضل زيوت الطهي وأفيدها لاحتوائه على حمض الأوليك ولكن لارتفاع ثمنه فالكثير من الناس لا يستخدمه في القلي أو التحمير وليس هناك أي ضرر لاستخدامه في القلي بل انه حتى في حال إعادة تسخين زيت الزيتون فهو يظل الأقل ضرراً، حيث إنه الأبطأ تحللاً من بين جميع الزيوت وأكثرها احتفاظًا بالمواد الطبيعية المانعة للأكسدة وأقلها إنتاجًا لمركبات الألديهايد المسببة للسرطان.
جاء ذلك في ندوة (أخطار تهددنا داخل منازلنا.. بيولوجية وبكتيرية وفطرية) التي اقامتها مكتبة الملك عبد العزيز يوم الاثنين الماضي تحت رعاية صاحبة السمو الملكي الأميرة نورة بنت فهد بن تركي آل سعود نيابة عن الأميرة حصة بنت طراد الشعلان وقد سلمت الأميرة نورة في ختام فعاليات الندوة الدروع للمحاضرات.
كما شاركت في الندوة الدكتورة عبير عبد الخالق محمود الأستاذ المساعد بجامعة الملك سعود حيث تناولت مخاطر التلوث الميكروبي داخل منازلنا وأبرز مصادره وكيفية التعامل مع المشاكل الناتجة عنه وطرق تفادي تلك المخاطر، واشارت إلى ان لعب الأطفال تعد مصدرا لإصابة الأطفال بالعديد من الإصابات الميكروبية خاصة الألعاب التي تعتمد على وجود الوبر (الألياف الاصطناعية) بالإضافة إلى الحقيبة المدرسية حيث وصفتها ببؤرة الملوثات التي تصيب الأطفال بالأمراض التي يصعب تحديد مصدرها فيما بعد وذلك نتيجة لتراكم فضلات الطعام بداخلها مما يؤدي إلى نمو العديد من الفطريات التي تصيب الجهاز التنفسي وتكون سبباً في اصابة الطفل بنزلة معوية.