|
الجزيرة - الرياض
اختتمت يوم أمس آخر أيام معرض الرياض الدولي للكتاب بعد أيام حافلة بالثقافة والاطلاع يساندها برنامج ثقافي متميز وعدد من الخطوات التطويرية التي اســتحدثتها وكالة الوزارة للشؤون الثقافية هذا العام بقيادة الدكتور ناصر الحجيلان. (الجزيرة) رصدت أبرز هذه الآراء حيث عبر عدد من كبار الأدباء والمثقفين والأكاديمييـن وأعضــاء مجلس الشورى عن شكرهم وتقديرهم لوكالة الوزارة للشؤون الثقافية لإقدامها على هذه الخطوات الإيجابية هذا العام، التي كان من بينها تخصيص جناح لعرض مؤلفات المؤلفين السعوديين الذي شهد إقبالاً منقطع النظير.
في البداية أكد الأستاذ الدكتور عبد العزيز بن محمد الفيصل أن استحداث وكالة وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية جناحاً خاصاً لعرض مؤلفات المؤلفين السعوديين بمعرض الرياض الدولي هذا العام دليل على اهتمامها بالمؤلفين السعوديين الذين يطبعون كتبهم ويوزعونها على حسابهم الخاص، مبيناً أن هذه الخطوة المضيئة ستنعكس إيجاباً على المؤلفين (الأفراد) فهي تشجيع وحافز لهم، وفي نهاية تصريحه لـ(الجزيرة) عبر عن شكره وتقدير للدكتور ناصر الحجيلان وكيل الوزارة للشؤون الثقافية المشرف العام على معرض الكتاب على هذه الخطوة البناءة وعلى نجاح المعرض هذا العام.
من جهة أخرى أعرب الأستاذ الدكتور فهد بن محمد العمار وكيل كلية اللغة العربية بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية عن إعجابه بهذه الخطوة بقوله: حقيقة إن الإنسان ليحس بالسعادة أن تقوم الجهات المعنية في شؤون الثقافة في بلادنا وبخاصة المعنيين بشؤون معرض الكتاب الدولي للكتاب، ممثلة بوكالة وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية، بخطوة رائدة وهي تمكين الكاتب والمؤلف السعودي بعرض مؤلفاته في جناح خاص، دون الحاجة أن يستعين بدور النشر، التي ربما كلفته مالا وجهدا ووقتا، وخصوصا المؤلفين الجدد، الذين لم يشتهروا بعد في مجال التأليف، فقد أتاحت الجهات المعنية في المعرض للمؤلفين بعرض مؤلفاتهم، وجهودهم العلمية، وأعمالهم الثقافية والأدبية بأنفسهم، كما أنها خطوة تتيح للمؤلف أن يلتقي بقرائه؛ الذين ربما كان بلقائهم بهم فرصة للتواصل العلمي والثقافي، والنقاش في بعض الرؤى العلمية المطروحة، في كتب المؤلف، فهي خطوة رائدة.
كما نوه الدكتور صالح بن عبد العزيز المحمود عضو مجلس إدارة النادي الأدبي بالرياض ووكيل قسم الأدب في كلية اللغة العربية بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بقرار وكالة وزارة للثقافة والإعلام بتخصيص جناح لعرض مؤلفات المؤلفين السعوديين، مبيناً أن هذه الخطوة البناءة إلى جانب غيرها من الخطوات الإيجابية التي اتخذتها وكالة الوزارة للشؤون الثقافية هذا العام بمعرض الكتاب وفي البرنامج الثقافي الحافل الذي يعكس جهود المسؤولين فيها.
كما أوضح الدكتور عبد الله بن عبد الرحمن الحيدري الأستاذ بقسم الأدب في كلية اللغة العربية بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية عن ارتياحه لهذه الخطوة التي اتخذتها وكالة وزارة الإعلام للشؤون الثقافية بقوله: أنا من الجيل الذي أدرك التخبط والتراخي في تنظيم معرض الكتاب منذ المعرض الأول في جامعة الملك سعود في الصالة الرياضية قبل أكثر من ربع قرن، ثم ما تلا ذلك من تنظيم من جامعة إلى أخرى، ثم وزارة التعليم العالي، وأخيراً تسلمت الراية وزارة الثقافة والإعلام فعملت على أن يكون التنظيم وفق تخطيط إستراتيجي بعيد المدى، فحققت أمرين مهمين: نقل المعرض إلى موقع أفضل، وتحديد موعده بأول ثلاثاء من مارس كل عام، فأصبحنا نعرف موعد افتتاحه في جميع السنوات القادمة. هذه مقدمة أردت من خلالها التنويه بجهود زملائنا في وزارة الثقافة والإعلام - وكالة الوزارة للشؤون الثقافية، وفي المقدمة سعادة الوكيل الدكتور ناصر الحجيلان ومعاونوه من الطاقات الفاعلة والنشطة.
وفي هذا العام فاجأت الوزارة زوار المعرض بجناح خصص لدعم المؤلفات المنشورة على حساب المؤلفين، وهي خطوة رائعة وموفقة أشرفت عليها المجلة العربية التي تتبع الوزارة. وقد تواصلت مع المشرفين على الجناح لعرض ثلاثة من كتبي التي طبعتها على حسابي الخاص، ولقيت منهم كل تعاون مع أريحية ولطف في التعامل، ولي على هذا الجناح ملحوظتان:
الأولى: صغر المكان، ويظهر أن الفكرة لم تولد إلا متأخرة فلم تستطع الوزارة تخصيص مكان أكبر؛ ولعل الأمر يعالج العام القادم بإذن الله.
الثانية: أن بعض المؤلفين استغل هذا الجناح الصغير لعرض بعض مؤلفاتــه المنشورة عن طريق دور نشر كبرى، وهذا أمر لا يمكن قبوله؛ لأن الجناح له هدف محدّد، إضافة إلى أن هذا التصرف يحرم بعض المؤلفين الذين قد يعتذر لهم لضيق المكان، وأطالب باستبعاد جميع الكتب التي تحمل شعار أي من دور النشر!
كما أكد الدكتور حامد الشراري عضو مجــلس الشورى وعضو هيئـــة التدريس بجامعة الملك سعود أهمية هذه الخطوة بقوله: لا شك أنها خطوة ومبادرة جيدة من وكالة وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية لتبني فكرة إيجاد ركن للمؤلفين السعوديين الذين نشروا مؤلفاتهم دون ناشر وتفعيلها دون تأخير. إن الفكرة -كما أراها- تهدف لدعم وتشجيع وحفظ حقوق المؤلفين السعوديين الجدد بشكل رئيسي الذين نشروا كتبهم دون ناشر وهم أكثر فئة تواجه معاناة في نشر إنتاجهم من خلال دور النشر. مثل هذه الخطوة موفقة بشرط أن توازن بين خدمة المؤلفين وعدم الضرر بدور النشر الذي هي صناعة ليس عملا فرديا. فمن قراءتي الأولية لهذه الفكرة الرائدة وتبنيها، اتضح أن هناك طلبات واتصالات يومية كثيرة من مؤلفين سعوديين وغير سعوديين من داخل وخارج المملكة للاستفادة من هذا الركن، وهذا دليل أولي على نجاح الفكرة ومؤشر على أنه سيكون هناك إقبال أكبر على الجناح في الأعوام القادمة.
هذه الفكرة أعتقد أنها نواة لفكرة أخرى جميلة وهي افتتاح بوابة للتأليف الإلكتروني بالمعرض هذه السنة الذي تخصص، أيضا، للمؤلفين الجدد الذين لم يجدوا دور نشر تتبنى نشر أعمالهم ومؤلفاتهم بحيث تستقبل البوابة جميع المؤلفات. هذه الخطوة تتعاطى مع توجه إدارة المعرض للكتاب الإلكتروني مستفيدة من التطور المتسارع في الاتصالات وتقنية المعلومات وتزايد مستخدميها في الوطن العربي.
هذه الخطوة يبدو أن ظاهرها مفيد، فأرى أن تقيم وتدرس إيجابياتها وسلبياتها لربما يتم تحسينها وتطويرها أو تتمخض عنها أفكار أكثر نجاعة. وإذا اتضحت فائدتها يشكل فريق أو لجنة تضع لها ضوابط وآليات عمل في السنوات القادمة.
كما أشاد الدكتور محمد بن عبد الله الشويعر مدير عام الدراسات والبحوث بمركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني بخطوة وزارة الثقافة والإعلام ممثلةً في وكالة الوزارة للشؤون الثقافية باستحداث جناح خاص لعرض مؤلفات المؤلفين السعوديين، مؤكداً أن هذا الدعم من قبل الوزارة سوف يشجع المؤلفين مستقبلاً ممن يطبعون كتبهم على حسابهم الخاص على عرض هذه الكتب في هذا الجناح خاصة وأن الوزارة تعرضه مجاناً دون أي رسوم وتقوم ببيع هذه الكتب وتحصيل مبالغها لهؤلاء المؤلفين.
ومن جهة أخرى أكد الدكتور عبد الرحمن الشلاش عن سعادته بهذه الخطوة بقوله: الفكرة لا شك رائدة وتشكر على تبنيها وتنفيذها وكالة وزارة الثقافــــة والإعلام للشؤون الثقافية وتحل مشكلة أزلية قائمة فالمشكلات التي تواجه المؤلف السعودي، الذي تكفل بطباعة الكتاب على نفقته الخاصة كثيرة وخصوصا عندما يحاول عرض وتسويق كتابه في معرض الكتاب فقد يواجه برفض دور النشر بحجة أنها غير مسئولة عن عرض وتسويق كتب ليست من منشوراتها رغم أن الكاتب يقدم تنازلات كثيرة جدا وقد يفلح وفي حالات كثيرة يخفق وربما يتعرض لابتزاز دور النشر ومساوماتها. فوزارة الإعلام بهذه الخطوة حلت مشكلة قائمة وشجعت المؤلفين على المضي قدما وشجعت حركة التأليف وطرحت خيارات كثيرة أمام المؤلفين مما سينعكس أثره في المستقبل على تسريع حركة التأليف، وطرح الكتب المتنوعة أمام القراء دون قيود.