|
بيروت - لندن - (رويترز):
«كنت ألما في القلب يمشي على قدمين.. وجعلت من نفسي حطاما».. هذا هو مطلع أغنية أرسلها الرئيس السوري بشار الأسد بالبريد الإلكتروني لزوجته أسماء بينما كان جيشه يقصف مدينة حمص المضطربة الشهر الماضي. وجاءت التفاصيل التي اتضحت من خلال رسائل بالبريد الالكتروني تم اختراقها ونشرتها صحيفة الجارديان البريطانية الخميس وكشفت عن أنه كان يحمل الأغاني من على الانترنت كهدايا صغيرة لأسماء زوجته البريطانية المولد التي كانت تمارس عاداتها الشرائية المترفة لتعزز في عيون السوريين صورة الرئيس السوري كطاغية غير مكترث يعبث في قصوره بينما تحترق بلاده. وقال ناشط في دمشق يستخدم الاسم المستعار ابو عمر: إن حديث اسماء الأسد عن الحلي وأثاث غرفة النوم وزوج أحذية من كريستيان لوبوتان ثمنه خمسة آلاف دولار قوى عزيمته ضد حكم عائلة الأسد الممتد منذ 40 عاما والتي استنزفت ثروة سوريا لصالح قلة. وأضاف ابو عمر «فيما كانت النساء والأطفال يموتون كانا يكتبان كل هذه الأشياء السخيفة... هذا جعلني أدرك أن معركتنا ليست مع بشار الأسد وحده.»لكن آخرين شعروا ببارقة أمل بعد قراءة الرسائل التي نشرت في الذكرى الأولى للانتفاضة والتي استنبطوا منها تبادل الزوجين بشار واسماء كلمات تعبر عن قلقهما إزاء الوضع. وكتبت أسماء تقول «إذا كنا قويين معا.. سوف نتغلب على هذا معا.. أحبك...»وعبرت أميرة قطرية عن قلقها على أطفالهما وطلبت منهما أن يخرجا من «حالةالإنكار» التي يعيشانها وحثت اسماء الأسد في يناير كانون الثاني على إقناع زوجها بالفرار.
في رسالة من نحو ثلاثة آلاف رسالة بالبريد الالكتروني قالت الصحيفة البريطانية إنها حصلت عليها من جماعة معارضة وإنها تحققت من صحتها بأقصى ما أمكنها يرد الأسد بالإنجليزية على رسالة من زوجته تخبره فيها بانها في اجتماع وستعود قريبا قائلا «هذا أفضل إصلاح يمكن ان يحدث في اي بلد.. ان تخبريني بمكان وجودك. سنتبنى هذا بدلا من سخافات قوانين الاحزاب والانتخابات والإعلام. «كان هذا في السادس من يوليو، وقبل ذلك بأسبوعين ألقى الأسد خطابا تعهد فيه بإصدار تشريعات جديدة تتعلق بالانتخابات والإعلام علاوة على رفع الحظر عن اي منافسين لحزبه حزب البعث. وربما تكشف اختيارات الأسد من الموسيقى وهي غربية في الاغلب بعض ملامح طبيب العيون الذي تدرب في لندن قبل أن تدفعه وفاة شقيقه الى المقدمة بشكل غير متوقع ليخلف والده حافظ الاسد في رئاسة البلاد عام2000.
تقول الجارديان: إن من بين الأغنيات واحدة لنجم موسيقى الريف بليك شيلتون صدرت في عام 2011 وتحمل اسم «الله وهبك لي» والتي أرسلها لزوجته في الخامس من فبراير والتي يمكن أن يختار البعض أن يقرأ من خلال كلماتها التي يأسف فيها المغني لحاله أن الأسد قد يتخلى عن وتقول الأغنية «كنت ألما في القلب يمشي على قدمين وجعلت من نفسي حطاما
الشخص الذي أصبحته مؤخرا ليس من أريد أن أكونه.»
وتمضي الأغنية قائلة: «الله وهبك لي من أجل الانتصارات والانكسارات..
الله وهبك لي من أجل ايام الشكوك.
«ذكرت الأميرة مياسة آل ثاني زوجة الأسد بمصير زعماء الدول العربية الذين أسقطتهم انتفاضات الربيع العربي قائلة ، طبقا لما ورد في الرسالة التي نشرتها الصحيفة البريطانية «بالنظر للتاريخ وتصاعد الأحداث الأخيرة.. رأينا نتيجتين.. إما أن يتنحى الزعماء ويحصلون على اللجوء السياسي وإما يتعرض الزعماء لهجوم وحشي. «وأضافت «أعلم أنني أحيانا أكون فظة اكثر من اللازم لكن هذا لأنني أهتم وأعتبر كانت والأسرة جزءا من عائلتنا. أفكر يوميا في الأفكار التي تدور بخلدك وسلامة أطفالك- أتمنى فقط أن تقنعي الرئيس بأن يقبل هذا كفرصة للخروج دون ان يكون مضطرا لمواجهة اتهامات.»وأضافت «أنا متأكدة أن هناك أماكن كثيرة يمكن اللجوء إليها بما في ذلك الدوحة.» ولم يصدر رد فعل رسمي على هذا التقرير من سوريا.