|
الجزيرة - المحليات
بعد أكثر من عشر سنوات على تخرجه من جمعية الأطفال المعوقين وإكمال تعليمه وزواجه، أصر الشاب سعود فارس بن دليم على العودة إلى مركز الجمعية بالرياض، ولكن هذه المرة ليرد الجميل إلى كل من كان وراء تجاوزه لظروف إعاقته ومساعدته على خوض غمار الحياة بنجاح.
استوقف الشاب سعود صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس مجلس إدارة الجمعية صباح السبت الماضي خلال تفقد سموه لسير العمل في مركز الملك فهد لرعاية الأطفال المعوقين بالرياض، مرددًا عبارة: «شكرًا سمو الأمير جزاك الله خيرًا وكل من يعمل في هذه الجمعية».
اعتقد سمو الأمير سلطان أن لدى الرجل طفلاً يتلقى الرعاية في المركز، ولكن الشاب سعود فاجأ الأمير ومرافقيه بقوله: «إنه جاء فقط ليقدم الشكر إلى كل العاملين في المركز بعد تلك السنوات الطوال، فقد كان أحد منسوبي المركز قبل نحو خمسة عشر عامًا، حيث أتم تأهيله، ثم التحق بمدارس التعليم العام ومنها إلى منصب وظيفي، ثم الزواج وتأسيس أسرة».
وأضاف سعود وهو يشد على يدي سمو الأمير ومرافقيه: «إنني أدين بالفضل بعد الله سبحانه وتعالى لهذه الجمعية والقائمين عليها والعاملين فيها، فيما وصلت إليه من قدرة على الاستقلالية والتغلب على سلبيات الإعاقة، وشعرت أن لكم دَينًا في عنقي يجب أن أوفيه، وأنا على استعداد للقيام بأي عمل تطوعي أو مساهمة في أي مهمة يتم تكليفي بها لخدمة هؤلاء الأطفال».
من جانبه طلب سمو الأمير سلطان التقاط صورة تذكارية مع الشاب واصفًا مشاعره إزاء هذا الموقف التلقائي العفوي بأنه «خليط من السعادة والاعتزاز والفخر سواء بالشاب سعود أو بالجمعية». وقال سموه: «إن هذا هو قمة ما نسعى إليه في الجمعية على مدى ثلاثين عامًا، وهو أن نسهم في تجاوز شاب أو فتاة لظروف الإعاقة وإتاحة الفرصة لهما لخدمة أنفسهم وبلدهم».
وأضاف سموه: «كم كنت أتمنى أن يكون معنا اليوم كل من دعم هذه الجمعية على مدى تلك السنوات ليحصد إحدى ثمار عطاء الخّير، وليتسلم معنا وسام تقدير عفوي من هذا الشاب المتميز».
وفي ختام اللقاء دعا سموه الشاب سعود للمشاركة في اجتماع الجمعية العمومية القادم للجمعية وودعه متمنيًا له دوام التوفيق.