الدوادمي - الجزيرة :
طالبت دراسة نظرية ميدانية بإيجاد مشروع دعوي باسم (مشروع دعوة العمالة المنزلية) تشترك فيه جميع الجهات المعنيّة، مع إقامة مراكز بحثية دعوية؛ لدراسة أحوال العمالة المنزلية، وتفعيل دور الأقسام النسائية في مكاتب الدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات إلى جانب الاهتمام بالوسائل الدعوية في علاج المخالفات العقدية لدى العمالة المنزلية.
وأوصت الدراسة - التي أعدها الأستاذ نادر بن بهار متعب العتيبي المحاضر بكلية المجتمع بالدوادمي بعنوان: (المخالفات العقدية لدى العمالة المنزلية وآثارها على الأسرة السعودية «دراسة نظرية ميدانية») - بتصحيح المخالفات العقدية لدى العمالة المنزلية بإعداد دراسة عن المخالفات العقدية لدى العمالة المنزلية الكافرة؛ لأنها الأكثر مخالفة والأشد تأثيراً.
وحذرت الدراسة من أن للعمالة المنزلية آثاراً عقدية على الأسرة السعودية، من خلال: التنشئة العقدية للطفل، وتقليده الأعمى لهم، وإثارة الشك في العقيدة وانتشار ظاهرة السحر، كما لهم آثار عقدية على المجتمع من خلال: إضعاف العقيدة في نفوس المختلطين بهم، وانتشار بعض الظواهر العقدية المخالفة، ونشر الكتب الخرافية، والدعوة إلى معتقداتهم الشركية، منبهاً إلى أن أعظم ما قد يؤثر في الطفل في أمر دينه وعقيدته، العمالة المنزلية وتحديداً (الخادمات).. وأما الوسائل الدعوية لعلاج المخالفات العقدية لدى العمالة المنزلية تشمل: الوسائل الدعوية المتعلقة بمراكز التدريب في بلاد العمالة المنزلية، والوسائل الدعوية المتعلقة بمكاتب الدعوة وتوعية الجاليات، والوسائل الدعوية المتعلقة بالكفلاء.
وشددت الدراسة على أن المخالفات العقدية هي الأشد والأخطر من بين أنواع المخالفات؛ لأنها تتعلق بالأصل الأول من أصول الدّين، وبالأساس الذي يقوم عليه الدّين، وتصح به الأعمال والأقوال، حيث كان أول انحراف عقدي في تاريخ البشرية في قوم نوح -عليه الصلاة والسلام- وذلك بسبب الغلو في الأولياء والصالحين، مبيناً أن معتقد أهل السنة والجماعة في الأولياء وسط بين طرفي نقيض، وذلك بين من غلا في حق الأولياء، ورفعهم فوق منزلتهم، وأعطاهم شيئاً من خصائص الألوهية، وزاد في تعظيمهم، وبين من فرّط في حقهم، وتساهل فيه، مشيرة إلى أن بداية الغلو المعاصر في الأمة كان نتيجةً لظهور بدعة القبورية أواخر القرن الثالث الهجري، ثم انتشرت واشتهرت في القرن الرابع والخامس وما بعدهما، عن طريق الرافضة والفلاسفة والمتكلمين، والصوفية الخرافية، وأن بدعة الاستغاثة بالأموات هي أم البدع عند القبورية.
وأكدت الدراسة على أن إفراد الله تعالى بتوحيد العبادة لا يتم إلا بأن يكون الدعاء، والنداء في الشدائد، والرخاء، والاستعانة، والنذر، والنحر، وجميع أنواع العبادات لله وحده، ومن فعل ذلك لمخلوق حي، أو ميت، أو جماد، سواء كان ملكاً أو نبياً أو ولياً، أو شجراً، أو غيره، فقد اشترك في العبادة، وأن محبّة الله ورسوله من أعظم واجبات الإيمان، وأكبر أصوله وأجّل قواعده، بل هي أصل كل عمل من أعمال الإيمان والدين.
وتناولت الدراسة مسألة السحر، إذ أوضحت أنه يصعب تحديد معنى دقيق للسحر في الاصطلاح؛ لكثرة أنواعه، وأقرب التعاريف صواباً في تعريفه هو: أنه عزائم، ورقى، وعقد تؤثر في الأبدان والقلوب، فيُمرض ويقتل ويُفرق بين المرء وزوجه، ويأخذ أحد الزوجين عن صاحبه، مبينة أن علاج السحر يكون بنوعين: النوع الأول: استخراج السحر، والنوع الثاني: الرقية الشرعية، والأدوية المباحة.
وشرحت الدراسة أن كل من غلا حي أو ميت أو في رجل صالح أو في من يعتقد فيه الصلاح، وجعل فيه نوعاً من الإلهية، فذلك شرك وضلال يستتاب صاحبه، فإن تاب وإلا قتل، محذراً من أنه راجت في كثير من الأوساط الإسلامية بعض الكتب المشحونة بالأحاديث الضعيفة والموضوعة، والأخبار الملفقة، والشطحات الصوفية، ومنها (كتاب فضائل أعمال) الذي هو متداول بين أفراد جماعة التبليغ ولهم عناية شديدة به فهم يعظّمونه، وقد جعله التبليغيون عمدةً ومرجعاً للهنود، وغيرهم من الأعجام التابعين لهم، وتلقى أهل العلم هذا الكتاب بالنقد والإيضاح؛ نصحاً للأمة وبياناً للحق، وإرشاداً إلى الرجوع إلى كتب العقيدة السلفية الصافية التي تستمد من الكتاب والسنة، واتفقوا على تضليل هذا الكتاب وبيان خطورته.