كم هو جميل أن نخصص العالم يوماً للاحتفال بالشعر، وبأهميته في حياتهم فقد - ظل ناطقاً بأفراحهم وأحزانهم طوال القرون، والشعر العربي جنس من أجناس الأدب، وهو من أبرز الفنون الإنسانية عند العرب، وقد احتفوا به وبقائليه احتفاء منقطع النظير، وامتلأ بالفكر والتاريخ والبيئة وأسلوب الحياة، وما تجيش به الصدور من تطلعات وأماني وآمال، وما يشغل العقول من الأفكار والمشاعر والعواطف - ومما هو معروف أن الإبداع الفكري والشعري هو الركيزة التي يقوم عليها الأدب بمختلف أشكاله وتعدد ألوانه.
لقد عرَّف ابن خلدون الشعر بأنه الكلام الموزون المقفى، والذي تكون أوزانه كلها على روي واحد.
أما ابن رشيق صاحب كتاب العمدة فيقول: إن الوزن أعظم أركان حد الشعر وأولاها به خصوصية، ويقول شيخ أدباء العربية الجاحظ (والشعر الفاخر حسن وهو من فم الأعرابي حسن) وهو يقصد الذي يهز القلوب.
هذه مقدمة موجزة عن الشعر، وقد سئلت عن رأيي في لقاء عن التجديد في الشعر وعن العروض والقافية والشعر الحر، فقلت: إن قضايا الشعر المعاصر تحدث عنها بإسهاب رواد حركة التجديد الشعري في لبنان ومصر والعراق، ومن ذلك: بدر شاكر السياب ونازك الملائكة وغيرهم وأوردت نماذج لذلك عن القصيدة العربية الحديثة، وسئلت عن الشعر في عصر تدفق المعلومات ومواجهة التيار الحضاري الكاسح في هذا الزمان، فقلت إن الشعر ظاهرة مستمرة والمهم الإجادة والإبداع سواء في عصر تدفق المعلومات أو غير ذلك - وسوف يستفيد الشعر من تدفق المعلومات وستحقق القصيدة العربية مزيداً من الثراء والإحساس والشعور، والشاعر يستمد مقوماته من مواهبه وثقافته ومستجدات العصر، وذلك نوع من أنواع التطور - والمضمون الجديد، هذا وبالله التوفيق.