هذه ليست (نكتة) بل حقيقة، حين قررت الشابة البريطانية (ليزي غريفث) هذا الأسبوع تأجيل زواجها وارتباطها بعريسها (كريس شيفر) إلى أجل (غير مسمى) بسبب تعلقها (بسحليتها جورج) والتي تم اكتشاف إصابتها بالسرطان..!!.
مسكين عريس الغفلة (كريس) فقد قررت (زوجة المستقبل) إنفاق كل ما جمعته (لليلة الزفاف) من أجل علاج السحلية (بالكيماوي) في أحد (مستشفيات لندن المتخصصة)، أملاً في شفائها كشرط لإتمام (مراسم الزفاف) وذلك عندما صرحت للصحفيين (يوم أمس الأول) قائلة: بكل تأكيد (الأولوية لعلاج السحلية) فهي مقدمة على الزواج..؟!.
طبعاً لا أعتقد أن هناك في مجتمعنا (فتاة) قد تؤجل زواجها لنفس سبب (ليزي)، ولكن هناك (مسببات) أخرى حديثة قد تقود (لتأجيل) زواج الفتيات في سن محددة بالفعل، البعض قد يصنفها (بالأسباب الواهية) وهناك من يراها (أسباباً وجيهة ومقنعة) ومبررات يمكن قبولها مع تغير(طبيعة المجتمع) ومتطلبات (الحياة الحديثة)...!!.
لعل امتناع (بعض الفتيات) وعزوفهنَّ عن الزواج في مجتمعنا حقيقة (لا يمكن إنكارها) بجانب الظاهرة الأشهر (لعزوف الشباب أنفسهم) بالطبع، والسبب قد تتصدره (مفاهيم وأفكار) إكمال التعليم والحصول على وظيفة وانتظار (الخيار الأفضل) والمنشود بقدوم (فارس الأحلام) عند تقدم (أحد ما) لخطبة الفتاة..؟!.
حقيقة أنا أرى وأتفق مع أهمية إكمال (تعليم الفتاة) وتحصنها بالعلم النافع والوظيفة لتساعدها على تكوين (أسرة) ولكن (بموازنة ذلك) في ظني أن (الزواج والارتباط) يمكنه أن يكون داعماً ومسانداً هو الآخر (لتحقيق الأحلام)، والنماذج حولنا كثيرة (لشباب وفتيات) أكملوا تعليمهم بعد الارتباط بالتفاهم وفازوا بالحسنيّن...!.
كما أنه لا يمكن أن نغفل (بأي حال من الأحوال) أن حولنا أيضاً نماذج مؤلمة (لعوانس) للأسف (فاتهنَّ القطار) بحجة إكمال التعليم والحصول على الوظيفة المرتقبة (للحماية والأمان)، وتحقق لهنَّ ذلك بالفعل، ولكن (فارس الأحلام) ظل ممتطياً (جواده الأبيض) بعيداً عنهنَّ، لأن المثل يقول (القطار لا ينتظر أحدًا) خصوصاً من ركابه المتخلفين عن الصعود..!!.
لا بأس أن نذكر اليوم (فتياتنا) بأهمية التعقل والموازنة عند تقدم أحد (لخطبتهنَّ) وعدم تضخيم الأمور (والاستخارة والاستشارة) فالفرص قد (لا تعود ثانية)، كما أن من (كامل حقهنَّ) رسم حياتهنَّ ومستقبلهنَّ العلمي والوظيفي، من خلال النظر من حولهنّ لاختيار الأصلح والأسلم لحياتهن, فقد يكون في (مواصلة التعليم والوظيفة) خير وأمان، وقد يكون في الزواج مثل ذلك وأكثر (فالعلم عند الله).
ولكن بكل تأكيد ليس كل العرسان مثل (كريس) سينتظر، وليست كل الأعذار (كالسحلية جورج)...؟!.
وعلى دروب الخير نلتقي.
fahd.jleid@mbc.net