إن تفاعل وزارة الثقافة والإعلام مع المناشط الوطنية في كل مناطق المملكة ليس مستغرباً، وكثيراً ما أدهشنا الزملاء فيها بإبداعات خلاقة ومتابعة متواصلة عبر جهود مضاعفة يُشكرون عليها. وفي رالي حائل الدولي كان التوجيه مباشراً من معالي وزير الثقافة والإعلام، بمتابعة من مساعده صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن سلطان بن عبدالعزيز المشرف على القنوات الرياضية، الرجل الذي أحدث تغييراً شاملاً في نظرة الجميع للقنوات الرياضية السعودية؛ فكان أن تم تخصيص القناة الرياضية السادسة للتغطية الحية والمباشرة لفعاليات الرالي والفعاليات المصاحبة، وبذل الزملاء في تلفزيون حائل، بإشراف مدير المركز محمد النزهة وزملائه بقيادة المخرج فهد العفنان والوفد الكبير للوزارة من مختلف المناطق برئاسة خالد الدوس، جهوداً مضاعفة لنقل الحدث الدولي بشكل متميز.
وكشفت تجربة القناة الرياضية السادسة عن جوانب مهمة تتعلق بأهمية مواصلة جهود التطوير التي يقوم بها صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن سلطان، وتتعلق بأهمية إيجاد منهجية عمل تكاملية بين القنوات الست الرياضية، وعدم تركها هكذا حتى تتم الحاجة لها لنقل مباشر لحدث ما أو مباراة؛ لأن تجربة الرالي أبانت أن حجم المشاهدة لرالي حائل الدولي انخفضت كثيراً رغم تخصيص قناة رياضية لنقل الحدث، والسبب أن القناة غير متابَعة من الجماهير.
لقد حان الوقت لإعادة هيكلة القنوات الرياضية، وإيجاد عمل كبير يتوازى مع الإمكانات الجديدة التي توافرت لأول مرة لهذه القنوات، والحلول كثيرة في هذه الاتجاه، وأعلم أن الاعتمادات المالية من وزارة المالية ربما تكون عائقاً، لكن من المهم أن تجد هذه القنوات الدعم الكامل وإيجاد مديرين لكل قناة تحت إشراف شامل من إدارة متخصصة تنسق بين كل هذه القنوات. وإن إيجاد برنامج واحد له جماهيرية في كل قناة سيسهم ربما في جذب الجماهير لهذه القنوات حالياً بشكل مؤقت حتى يتم دعمها بالكامل عبر برامج تطوير مستقبلية.
وعلى الجهة الأخرى وجد زوّار رالي حائل الدولي وهم في مقار السكن المختلفة صعوبة في متابعة الرالي؛ لأنه منقول عبر (عرب سات)، والكثير أيضاً من المتابعين كانوا يؤملون لو كانت هذه القنوات على (نايل سات)؛ حتى لا تكون الجهود المضاعفة والمبذولة مهدرة.
من هنا نقول: ربما فرحنا وفرح الإعلاميون قبل الرياضيين بإنشاء هذه القنوات، لكن تأخر تشغيلها بشكل متكامل يضعف هذه القنوات، ويرسم صورة ذهنية عنها غير مَرْضية؛ وبالتالي صعوبة تعديل ذلك مستقبلاً إلا بجهود كبيرة أضعاف ما يتم حالياً؛ لذا يجب أن يُستثمر الانطباع الجيد من الجماهير لهذه التحركات المثمرة من الوزارة. وبما أن القناة السادسة الرياضية خُصصت لرالي حائل الدولي فلي الشرف أن أنقل رغبة عشاق رياضة السيارات في حائل وفي مناطق المملكة بأن تخصص هذه القناة لمتابعة رياضة السيارات وتشغيلها بشكل كامل على مدار الأربع والعشرين ساعة؛ لكي يكون لها جمهور متابع في كل وقت، وتكون خلال نقلها الإحداث والمباريات متابعة بكثافة من المشاهدين.
ومع هذا، ورغم كل شيء، هذه بطاقة شكر من القلب للجميع، وعلى رأسهم معالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة وصاحب السمو الملكي الأمير تركي بن سلطان على كل ما يُبذل من جهود ومن أريحية وحرية مكنتنا من طرح هذه الملاحظات أمامهما، وأعلم يقيناً أن القادم بهما ومنهما أجمل.
