|
فلورين جاثمان *
يواكيم جوك يمكن أن يساعد في إصلاح التلف الذي أحدثه كريستيان وولف للرئاسة الألمانية، فيواكيم جوك البالغ من العمر 72 عامًا الذي أصبح رئيسًا لألمانيا، عاش في ألمانيا الشرقية لفترة كافية لكي ينظر للأمور من منظورها الصحيح. وعندما حضر حفلة الرئاسة في صيف 2010 تمنى لكريستيان وولف الرئيس الألماني السابق وزوجته حظًا سعيدًا، ثم تنقل بعد ذلك في أرجاء ألمانيا، ليخبر الشعب عن معاناته السابقة من أجل الحرية، فقد ذكّر الشعب الألماني أنهم أيضًا بحاجة إلى أن يفعلوا دورهم المطلوب تجاه البلاد، وبأن يتحلوا بالمسئولية.
جوك نفسه اضطر إلى الانتظار لما يقرب من خمسين عامًا ليتذوق الديمقراطية، وعندما حصل عليها في النهاية، سرعان ما أصبح رجل الدين ذلك الذي أتى من روستوك، المدينة الساحلية بشمال ألمانيا، رئيسًا للسلطة الألمانية التي أدارت ملفات الشرطة السرية لألمانيا الشرقية في السابق، وهي الجهاز المخيف الذي كان يسمى «ستاسي». ولقد بدا غريبًا لجوك في صيف عام 2010 أن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل لم ترده أن يصبح رئيسًا، ففي النهاية فإن الاثنين يحملان الكثير من التشابه، فالمستشارة كانت ابنة قس أيضًا، وهي تعرف جوك والاثنان يقدران بعضهما البعض للغاية، ولكن رفض ميركل لجوك كان من السهل توضيحه: فالقرار كان محض سياسات حزبية، ولكن ذلك ليس عالم يواكيم جوك.
عزوف جوك عن السياسة كانت من ضمن أهم الأسباب التي جعلته مشهورًا جدًا في ألمانيا، فعندما يتحدث جوك عن الديمقراطية، فإنه يبدو نبيلاً لا تخرج منه رائحة البراجماتية السياسية التي تفوح من القادة أمثال ميركل التي تتبع الحزب الديمقراطي المسيحي المحافظ، أو سيجمار جابريل من الحزب الديمقراطي الاجتماعي الذي يتبع يسار الوسط، أو مثل أي قادة الأحزاب الأخرى. المستشارة تعلم ذلك، فمكانته وماضيه الحافل تعدان جزءًا من الأسباب التي جعلتها تصر في السابق على ألا يصبح جوك الرئيس القادم لألمانيا، ولكنها تعلم الآن أن الرئيس الألماني الجديد يواكيم جوك يمكن أن يصبح شوكة في خاصرتها!
* * *
*(دير شبيجل) الألمانية