نظام بشار الأسد العلوي، يعي جيداً، أن ليس بمقدوره، على الإطلاق، أن يربح حرب التطهير المذهبي، التي يشنها، بضراوة خبيثة، ضد أكثر من ثلاثة وعشرين مليون إنسان سوري.
واضح أن النظام الباطني يستدرج، بإلحاح مُمنهج، أهل السنة، إلى حرب أهلية مذهبية، تقود سورية إلى التشرذم، ومن ثم إلى التقسيم، فيما إسرائيل تتحدث عن إقامة مخيمات في الجولان السورية، التي تحتلها منذ أربعين عاما، لحماية مئات الألوف من العلويين السوريين، المتوقع أن يهربوا من حمامات الدم، إذا ما ازداد سعيرالحرب الأهلية المدمرة.
فعليا، لا ظاهريا، تتمنى إسرائيل بقاء بشار الأسد، وتعمل بأساليبها الخاصة، على نجاحه في سحق مناوئيه. إذ ترى أن ليس من الحكمة مساعدته، مباشرة، خشية أن تؤذيه، وتزيد من مصاعبه.
وهو، بدوره، ليس بإمكانه، خاصة في الظروف الراهنة، كما طيلة أربعين عاما منصرمة، الهروب من مواجهة الثورة السورية إلى «شن» حرب على تل أبيب، لأن لا أحد سيصدقه أو يقف إلى جانبه، يحميه من نتائج هذه الحرب التي ستؤدي إلى تدمير سورية.
هل، فعلا، يقوم علويون، مُتحكمون بسورية، طوال العقود الأربعة الماضية، بحرب تطهير مذهبي مُمنهج ضد أهل السنة في سورية، وفي المنطقة، سعيا إلى إقامة دولة علوية صافية، تتماثل مع الدولة اليهودية الصافية؟
معتقدات الملّة العلوية الأساسية، معتقدات باطنية سرية، رصد ما عرف عنها إبن تيمية، فانتهى إلى الفتوى بأن العلويين، من بين سائر الفرق والملل الباطنية، هم «أكفر من كثير من المشركين، وضررهم أعظم من ضرر الكفار المحاربين..».
يؤمن العلويون بأن سلمان الفارسي (الفارسي؟)، رضي الله عنه، هو من علّم القرآن الكريم لنبينا محمد، صلى الله عليه وسلم. كما أن الله، تعالى عما يأفكون، تجسّد في الخليفة الراشد علي بن أبي طالب، رضي الله عنه، وأن هذا «الإله!» علي هو من «خلق!» محمدا!!!
يحتفلون، سنوياً، في التاسع من ربيع الأول، فرحاً وشماتة، بما يُسمونه (يوم دلام)، الذي يُصادف يوم استشهاد الخليفة عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، بيد أبي لؤلؤة الفارسي!!.
نشأت أصول الملة العلوية، انطلاقا من الطريقة الصوفية المعروفة باسم (القزلباشية)، أي أصحاب الطاقيات الحمراء، في القرن السادس عشر الميلادي، في أذربيجان، ومن ثم انتشرت هذه المعتقدات في جنوب تركيا، التي على أساسها قامت الدولة الصفوية الشيعية في فارس. وها إن جنكيز خان وهولاكو يحتسيان القهوة في غرف نوم السوريين والفرس.
Zuhdi.alfateh@gmail.com