المواطنة هي أن تدرك تماماً حجم المسؤولية تجاه الوطن الذي تشعر بالانتماء إليه اسماً ومكاناً وعاطفة فتحمل هذه المسؤولية معك أينما كنت وحيثما رحلت لأنك ستكون بمثابة السفير الذي يمثل وطنه فكراً سلوكاً.
والمواطنة أيضاً أن تورث هذا الشعور بالانتماء لأبنائك في المنزل وفي المدرسة والشارع فالشعور بالمسؤولية تجاه الهوية التي نحملها شعور لابد أن يتحقق على أرض الواقع كقيمة أخلاقية وإنسانية ومن واجبات الوطنية أيضاً الاقتناع بضرورة الاندماج في المجتمع والانخراط في نسيجه على اختلاف ألوانه أو أفكاره أو توجهاته فالألوان المتعددة للنسيج الاجتماعي تزيد من جماليته حتى وإن حدث خلاف في وجهات النظر فلا يمكن أن تجد مجتمع ما يتفق في كل أفكاره وتوجهاته مهما حدث من محاولات، فالمجتمع مكون من أفراد والأفراد هم من يكونون المجتمع يتفقون على الخطوط العريضة والأساسية وعلى الثوابت الدينية والخروج عن هذه الثوابت أو الاعتراض عليها يعتبر خروجاً على الدين وخروجاً على المجتمع إلا أن هذا المجتمع سيختلف في طريقة التفكير في الأمور التي تحتمل الصواب والخطأ.
وفي النهاية سيتفق أفراد هذا المجتمع على ضرورة احترام الحريات الجماعية أو الفردية وسنصل في النهاية إلى مجتمع ذي سلوك متناسب وهذا التناسب سيؤدي إلى اتزان وبالتالي سيخلو مجتمع هذه الدولة من العنصرية والتقسيمات الفكرية، فالجميع في هذه الدولة تجمعهم مبادئ وقيم دين واحد يتفق في مجمله على ضرورة احترام الوطن وطاعة ولي الأمر ومناصرته في المنشط والمكره، وبالتالي نخلص إلى نقطة مهمة جداً وهي ضرورة الشعور بالمسؤولية ثم المسؤولية ثم المسؤولية تجاه الهوية الدينية والوطنية التي نحملها فنضرب جميعاً بيد من حديد على يد المسيء ونضع أيدينا يبعضها مع ولي الأمر لما تقتضيه المصلحة العامة لهذا الوطن بعيد عن المسميات والتصنيفات المتطرفة التي تشوه مفهوم الوحدة الوطنية لدى الأجيال القادمة مسقبلاً والتي سترث منا مفهوم الوطنية والمواطنة مفهوماً مشوهاً ملئاً بالعيوب الخلقية والخلقية.