في آرت دبي، سؤال توقع أن تسمعه من قبل شخص أجنبي يعمل في أو يدير أو يملك قاعة عرض، حينما يرى امرأة أو رجلاً يبدو عليهما أنهما من السعودية، بعد أن يسأل: هل أنت/أنتِ فنانة؟!.. لم أتخيل هذا الموقف قبل عدة سنوات حين حضرت آرت دبي لأول مرة!، وكان الحضور السعودي يحبو على خجل في دهاليز وممرات قاعتي العرض الكبرى!، بل لا أنسى وجه أحمد ماطر في الدورة ما قبل الماضية حين أمسك بيد زوجته وهو يكاد يطير من فرحته بالمشهد السعودي الحاضر الجديد، وردود الأفعال على عمله مغناطيس في ذلك المعرض.
ولكن يبدو أن اليوم قد أتى، وأتى المال وأتى كل ما يتعلق به من أضواء وشهرة وعلاقات... إلخ، ووجد فيناً هذا المستثمر الأجنبي مادة يمكنه من خلالها أن يروج لقاعته أو يستثمر بنا من خلال أعمالنا الفنية، فنحن الجديد، ونحن آل (Trend) أو الاتجاه، ونحن طلب السوق اليوم، لكن ماطر كان غائباً هذه المرة، فلم يكن موجوداً مع التجربة السعودية القائمة، التي كان هو أحد زواياها الثلاث، وذلك في حفل توقيع الإصدار الجديد من كتاب مجموعة حافة الصحراء (Edge of Arabia).
ذلك الحفل الذي كان مقياساً لما يدور حالياً حول الفن السعودي المعاصر، تتلمس ذلك من خلال ما تسمعه من آراء (مع أو ضد) المجموعة، وهو شيء متوقع لمجموعة بلغت ما بلغت من شهرة وانتشار وصيت، فحفل التوقيع كان مزدحماً بالمعجبين والمنتقدين والمراقبين، وإذا كانت هناك فئة تحاول أن تكون جزءاً منهم، فإن هناك فئة أخرى تنتقدهم، ويختلف مستوى النقد بطبيعة الحال من شخص لآخر، لعل أشد ما تسمعه قولهم في أن المجموعة تبتز عواطف السعوديين وجوعهم الثقافي البصري، كما تستغل الطلب المتزايد على مثل هذا النوع من الفن، وفي جانب آخر تجد من يصفق لهم بحرارة نظراً لدورهم الريادي في نشر الفنون البصرية السعودية، كما أن هناك من يعتقد أن الطلب المتزايد على الفن السعودي «هُم» من يقف وراءه، وقد يصل الأمر إلى الإيمان بأنهم هُم من اكتشف الفن السعودي المعاصر، وهو الشعار الجديد للمجموعة والذي يكرره ستيفين ستابلتون حين يصف نفسه بالأداة التي ساهمت في ظهور الفن المُغيب قبل زيارته للسعودية وتكوينه للمؤسسة عام 2003م، أو حين يُشبّه بـ لورانس العرب في الفنون.
مع أو ضد المجموعة، لا يهم، المهم أن الفن السعودي عُملة مطلوبة في سوق الفن، ويتم المزايدة عليها، فهل تصبح مثل سوق الأسهم، أم أنها مرحلة مخاض لعصر ثقافي بصري مقبل؟.
msenan@yahoo.comtwitter @Maha_alSenan