في كتابي «مأزق في المعادلة» رقم 18 في سلسلة كتاب جريدة الرياض, الصادر سنة 1418 هناك مقال كان قد نشر قبل ذلك التاريخ بزمن، اقترحت فيه إنشاء مدينة صناعية بأيد نسائية، تشمل جميع قطاعات تصنيع الأنسجة، والتراثي منها لتكون مصدرين، أولهما للتصنيع المحلي، وثانيهما لتشغيل الأيدي النسائية, بحيث تتولى مصانع هذه المدينة الحلم حينذاك، تزويد السوق التجاري من جهة، وإحياء التراث من جهة ثانية، واستقطاب الكفاءات, والطاقات النسائية الكامنة من جهة ثالثة وهي المقصودة بالمدينة المقترحة، وفي ذلك ما فيه عند تنفيذها، من دعم للاقتصاد الوطني، ولتنشيط حركة التصنيع المحلي..., وبدءا لتشغيل الطاقة من الأيدي النسائية..
المقال نافت على نشره عقود من الزمن..!!
ومرت السنوات طويلة حتى جاءتني في العقد الأخير مهاتفات عدة من الراغبات، والمفكرات في إنشاء مشاريع مماثلة للفكرة، فزودتهن بما كان لدي من مرئيات في الشأن، ولا أدري بعد ذلك ما تم..,
إلا أنني أدري أن هناك حركة نشطة في الجمعيات الخيرية، ولدي كثيرات من النساء ذوات رؤوس الأموال, الراغبات، والداعمات لمشاريع تشغيل الأيدي النسائية، واستثمار الأفكار, والطاقات, والابتكارات المختلفة, وفيما تعرضه الجامعات, والكليات في معارضها السنوية.., وفيما تقدمه المشاغل الخاصة من منتجات بأيدي وطنية، ونحوها، وفي كل ذلك ما يدلل على وعي المرأة بما تملك من القدرات، وحركة المتغير الإيجابي في المجتمع نحو استقطاب الكفاءات، وحفز مهارات التشغيل لدى الفئة الكبيرة من الراغبات في دخول سوق العمل من النساء، وتحديداً بعد أن أتيحت لهن التنافسية على مستوى جيد وفاعل في الفترة الأخيرة الراهنة.. ضمن مستجدات مبهجة في المجتمع..
آخر الأخبار المثلجة للصدر، ما تناولته صحف الأمس الأول الأربعاء 5-5-1433 الموافق 28-3-2012
من تصريح قال فيه محافظ المؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني الدكتور علي الغفيص (إن مشروع صناعة الملابس العسكرية... سيتم تصنيعها الفترة القادمة بأيد نسائية سعودية) وأشار إلى أن هذا المشروع قد لقي دعماً كبيراً من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز وزير الدفاع لإيمانه الكامل بأهمية توطين هذه الصناعة بعدما كانت تصنع من قبل عمالة وافدة).
في هذا التصريح، ما يؤكد بُعد النظر في هذا المشروع، في أن تكون صناعة الملابس العسكرية صناعة وطنية، وأن يكون الداعم لهذه الفكرة هو سلمان بن عبدالعزيز, الصانع المحترف لمفهوم، ولتطبيق الوطنية، لهو تأكيد على أدوار هذا الأمير البارزة، والناطقة، إذ في هذا الشأن ما ينمي, ويفعِّل الحس الوطني بالأيدي النسائية السعودية، وفي الثقة في قدرتها على الاضطلاع بمشروع ضخم مثل هذا، ذلك يساعد على ترسية قاعدة الانطلاق للمهنية، والحرفية على مستوى رسمي، حيث تتمتع بها الأيدي النسائية في المجتمع..
كما أن تخصيص هذا المشروع لهذه الأيدي, فيه ما يوطد الثقة في كفاءة المرأة لأن تتولى تصنيع ملابس جهاز دولة على أعلى مستويات التميز، والخصوصية..
وفقهن الله، وحفظ سلمان بن عبدالعزيز صانع الثقة.., وموطدها على الدوام..