هذه الرياض تأنس بالهواء العليل وزخات المطر...
تنفض عنها ألحفة الشتاء، وتغتسل من التراب..
الرياض تتكلم لمحبيها بخفوت، لكنها ناطقة بما يبتهج له الخاطر...
للتو غادرت ساحاتها أقدام المتلهفين لاحتفاءات ربيعها..
ربيعها القادم من صدور مفعمة بالمحبة، والعزائم المتوهجة بالمودة..
من يتعرف الرياض المدينة بحسه... لا يرطِّب جفاف صحرائها في عينيه غير سواد ليلها الصحراوي..., ذي السماء الصافية، والنجوم المتحدثة برونق بهائها، ورقصاتها المتوهجة بنمائها.....
الرياض لا تعرف الصمت..
ولا تكل من الركض..
ولا تغلق لها أبواب استزادة...
ولا تضيق بتكاثف روادها...
هاأنذا أسجل كلماتي على إيقاع قطرات مطر الرياض..
وزخاته تقرع نوافذي..
أمطارها الندية..
رسولة سمائها العذبة صفاء الآن....
والشمس قبل المغيب تتباهى في رونق اللطف...
تمد كفها للشجر.., وهو يتلألأ من فرط النقاء..., بعد اغتساله الندي...
وعلى امتداد الفضاء تتقوس الألوان الطيفية... حاملة للعيون أخبار المطر...
والنسيم.. وامتزاج الضوء بسطوح الأشياء المتحركة...
والصامتة... والثابتة... والنابضة...
على أديم هذه الفاتنة الرياض..
ويسألون لم تحبين الرياض..؟
مدينة الطفولة.., والنشأة...
الحلم..والحقيقة...
الأمل، والعمل...
بئر العمر, ودلاؤه...
مرمى الشمل،...
مأوى السكن..
مدينة الآتي...
وإن جاء على بساط الريح، والغبار..
أو على يدي سحابات تمطر فتأخذ اللباب..،
تشعل الحس..,
تحرض المحابر..،
تُنطِّق صمتَ الأقلام...