إن مجلة لطيفة تضم بين دفتيها خسمين صفحة تصدرها جمعية مراكز الأحياء بمكة المكرمة، ولها ملحق يصدر عن برنامج «شباب مكة في خدمتك».. المجلة فكرة رائعة تحتاج إلى المزيد من الاهتمام والبذل حتى تكون مجلة رائدة، لأنها تحمل اسم مكة؛ أما الثانية: فهي قناة مكة الفضائية التي ما تزال تمتلك مساحتها على القمر الفضائي، تحاول أن تقدم ما يلفت النظر، ولكنها لم تخرج من إطار المحاولات، قناة مكة المكرمة الفضائية، اسم كبير كبير، وواقع إعلامي صغير صغير، وهنا نتوقف لنقول: لماذا لا تكون مجلة شباب مكة أنموذجاً متألقاً للمجلات الرائدة في الساحة الإعلامية؟.. ولماذا لا تكون قناة مكة قناة رائدة في الفضاء الإعلامي..؟.
هنالك ثغرات -بلا ريب-، وهنالك تقصير من جهة ما جعل الإعلام المكي إعلاماً ضعيفاً غير قادر على التجاوز مع أنه يحمل اسم مكة ونحسبك به من اسم عظيم، ومع أن أول خطاب إعلامي وصل صوته إلى كل إنسان موجود على وجه الأرض بدون أقمار صناعية، ولا تقنيات فضائية، قد انطلق من مكة المكرمة، أطلقه خليل الله إبراهيم عليه السلام حين أمره الله بعد إتمام بناء الكعبة أن يؤذِّن في الناس بالحج، فصعد على قمة جبل أبي قبيس وأذَّن بالحج، فبلَّغ الله صوته إلى كل إنسان يعيش على وجه الأرض آنذاك.
ركيزة الإعلام الناجح في مكة المكرمة موجودة، ورجال الأعمال الذين يديرون أموالهم «الكبيرة» في مكة كثيرون، وإمارة مكة المكرمة من أقوى الإمارات في المملكة وأحظاها دعماً مادياً ومعنوياً من الدولة، والناس -كل الناس- يحبون أن يخدموا مكة، ويقدموا لها ما يستطيعون من الدعم.. فلماذا يظل الإعلام المكي ضعيفاً؟.. وكيف يمكن أن ننهض به ليقوم بدوره الرائد في ساحة إعلامية عالمية مفتوحة على الاتجاهات جميعها.
مجلة شباب مكة، وقناة مكة الفضائية، وجريدة الندوة العريقة تاريخاً، نوافذ إعلامية مهمة، لابد أن نلتفت إليها لنقدم للناس أنموذجاً للإعلام الناجح النافع، الذي يُمتع الناس ويفيدهم، ويقدم لهم أجمل الأفكار، وأرقى المعلومات، وأسلم الثقافات.
هل يعجز أهل مكة عن عملٍ إعلامي متميز، وقد انطلقت أول رسالة إعلامية ناجحة من بلدتهم الطيبة المباركة..؟!.
إشارة:
إذا نظرت إلى الأعلى فكن فطناً
حتى تسير بلا ضعف ولا وجل