“أبو ضاري “صديق عزيز وأخ حبيب، بدأت صداقتنا في المرحلة المتوسطة تقريباً، وتعززت في سن الشباب حين كنا نلعب سوياً في أحد أندية المنطقة، واستمر الوصال على فترات متقطعة بين مد وجزر حتى الآن ولله الحمد والمنة، وإن كان كل منا ومنذ فترة ليست بالقريبة سلك طريقاً في شعب الحياة والضرب في الأرض يختلف عن الآخر.. أجمل ما في هذا النوع من الصداقات أن إيقاع الحياة لم يستطع رغم قوته وعنفوانه من اجتثاث مشاعرنا المتبادلة المتجذرة في قلبينا.. الشاهد أن صاحبي هذا ومنذ سنوات -مثله مثل عدد من الزملاء الأوفياء الصادقين في محبتهم - عودني كل جمعة أن يبعث لي بدعاء رائع من قلب آخاله صادق -ولا أزكي على الله أحدا-، أكتفي حياله غالباً بالتأمين والهمهمة بالدعاء له بيني وبين نفسي بدوام التوفيق والسداد، فأنا بصدق من أعجز الناس وأضعفهم وللأسف الشديد على الوصال والتواصل الدائم مع الأصدقاء، وحتى لو بادرت يوماً ما فنفسي في هذا النهج قصير غالبا، ولذا أستبيحكم هنا في أن أسوق اعتذاري لكل الأوفياء عن هذا السلوك المشين.. وفي الفترة الأخيرة أخذ “أبو ضاري” ببعث حكم منتقاة أقف معها متأملاً ومفكرا، والبعض منها كان له دور مهم في تغيير قناعة راسخة عندي منذ الصغر، أحببت هنا أن أسوقها بين يدي القارئ الكريم، وهي كما جاءتني حسب ترتيبها الزمني ما يلي:
في سعة الأخلاق كنوز الأرزاق.
الصداقة أشبه بالكتاب! تحتاج ثوان لحرقه ولكنك تحتاج سنين لكتابته.
ربي لا أعلم ما تحمله الأيام لي (ولكن) ثقتي بأنك معي تكفيني.
سامح الجميع بدون استثناء تكون أنت الكبير.
الغضب أوله جنون وآخره ندم، ومن قال لك إنك لا تستطيع تركه فهو يكذب عليك.
الحسد مضيعة للوقت، فأنت تملك جميع احتياجاتك.
مهما كانت الأحوال بالنسبة لك جيدة أو سيئة ثق بأنها ستتغير.
الحياة حلوة ولكنها قصيرة جداً فلا تقضها في كره الآخرين.
ذوو النفوس الدنيئة يجدون اللذة في التفتيش عن أخطاء العظماء.
أصنع الخير اليوم بقدر ما تستطيع فقد لا تكون هنا في الغد.
وأنت في قمة الغضب لا تتخذ قراراً.. وأنت في قمة السعادة لا تعطي وعداً.
اقتنعت وتعلمت أن كل ما نراه عظيماً في الحياة بدأ بفكرة، ومن بداية صغيرة.
النجاح قمة يتطلب منك مشقة للوصول إليه.. والفشل باب افتحه واستقبل ضيوفه.
إذا سألت الله الجنة فلا تقل اللهم إني أسألك الجنة لأن هناك أناس يدخلون الجنة بعد دخولهم النار، ولكن قل: “اللهم إني أسألك الجنة بغير حساب ولا سابق عذاب”.
إذا كنت لا تقرأ إلا ما يعجبك فقط فإنك لن تتعلم أبداً.
أجمل ما قيل عن الحياة إنها مدرسة جامعة ومن لا يتعلم منها يبقى جاهلا.
عندما تعز شخصاً أجمل ما تهدي له “اللهم احرسه بعينك التي لا تنام”.
الصداقة الطيبة مثل اليد والعين، إذا تألمت اليد دمعت العين، وإذا دمعت العين مسحتها اليد.
إذا كانت أمنيات جميلة في حياتي فبقاؤك بخير هي أجملها.
أجعل خطواتك في الحياة كمن يمشي على الرمل لا يسمع صوته ولكن أثره واضح.
هذه هي الرسائل التي وصلتني، فشكرا لمن أبدع هذه الحكم، والشكر موصول لمن وثّقها وكتبها وبعث بها، وبطاقة شكر خاص لمن طبقها وعمل بها ما استطاع إلى ذلك سبيلا.
دمتم بخير وتقبلوا صادق الود وإلى لقاء والسلام
