أكثر من يشعر بكثرة واجبات الطلاب المنزلية «الأم» فهي ربة منزل ومعلمة لكل المواد الدراسية بل ولأكثر من مرحلة وبلا راتب، وعليها تجنيد نفسها طيلة الوقت لمساعدة أولادها لحل الواجبات المدرسية، وبما يجعل الطالب يكره المدرسة كرها بلا هوادة.
الأم المسكينة مطالبة بمراعاة زوجها وبيتها وأسرتها ووالديها إن كانوا على قيد الحياة، وبمتابعة تجارب مادة العلوم وكل الواجبات، والتوقيع في سجل متابعة الطالب على الدوام.
هناك معلم حصل على جائزة تعليمية محلية، وكان الطلاب لديه لا ينقلون مقرراتهم للمنزل نهائيا، وينهون أثقل المطلوب في الفصل الدراسي، ونتائج طلابه رائعة، بل إن الطالب يقرأ بطلاقة بمجرد وصوله للصف الثالث الابتدائي.
في غالب المدارس الابتدائية الآية معكوسة والتعليم معكوس، فبدلا من سؤال الطالب ماذا أخذتم في الدروس، يأتي السؤال: ماذا فعلتم في البيوت، وإذا كان السؤال مشروعا، فالواجب أن يكون السؤال الثاني فرعا والأول أصلا، بحيث يختبر ولي أمر الطالب أو والدته وضع ابنه، في أنشطة محببة وليس بواجبات ثقيلة وكثيرة.
الطالب الذي لا يقرأ كثيرا ولا يحفظ المطلوب ولا يحل نشاطا كافيا ولا يجري تجارب كاملة داخل المدرسة، يعد طالبا منتسبا أو طالب منازل، ولذا يخفق الطلاب في القراءة والكتابة وهذا ما يجب قوله.
المعلم مسؤول مسؤولية كاملة عن أداء الطلاب، ويجب أن يلزم بقوانين وبأدوات تعليمية جديدة، لضمان مراقبته لأداء الطالب داخل المدرسة، مراقبة تامة، لا أن يقوم بدور المفتش السريع، هل قام الطالب بالواجب المنزلي أم لا.
قال الشافعي رحمه الله تعالى:
العلم صيد والكتابة قيده
قيد صيودك بالحبال الواثقة
« قيد العلم» أظنه أثناء الدرس وليس بعده، ولذا فقيد العلم ضرورة ولكن بما يجعل القلم داعما لكل إستراتيجية مفيدة مثل إستراتيجيات التفكير بأنواعه، وليس بما يجعل الطالب آلة ناسخة.
تطوير التعليم بوقف كثرة النسخ والبدء بما يدعم متطلبات مهارات التفكير العليا، وغير ذلك من الأهداف التي نسمع عنها، وباستخدام العقل واللسان والجسد والقلم والحاسب والتقنية بكل أنواعها ودعم القراءة والكتابة في المرحلة الابتدائية داخل المدرسة وفي غرف الصفوف.
الطالب الذي لا يقدم أنشطة متعددة داخل غرفة الصف والمدرسة لا يستحق الدرجات، والطالب الذي لا يستكين للعمل والنشاط، حين البدء بأنشطة المادة لا يستحق النجاح، بل والمعلم الذي لا يراقب الأنشطة مراقبة محترف داخل غرفة الصف، ويركن لمراقبة الواجبات في غرفة المدرسين أو بعد حلها في البيت، لم يصنع صناعة ذات جودة عالية، ولم يرشده المخطط لجودة التعليم، وعفوا المعلم لا يتحمل كامل المسؤولية، لأن الجميع درج على أن تكون واجبات طالب الابتدائي كثيرة ومثقلة بالهموم وخاصة بعد تطوير مقررات المرحلة الابتدائية.
كثرة الواجبات المنزلية سبب رئيسي في فشل التقويم المستمر في مدارسنا، وإذا أردنا نجاح التقويم المستمر، فعلينا بناء حيوية نشاط المادة داخل المدرسة، إضافة لاختبارات مقننة ومحددة وموزعة أثناء العام الدراسي وليس في نهايته، وبناء اختبارات تجريبية تصنع الطالب لتجاوز الاختبارات الرسمية أثناء العام.
تربية الطالب على تنفيذ المطالب داخل الصف وفي المدرسة وفق استراتيجيات متنوعة ليست مهمة سهلة بعد التراكمات التي تركها أصحاب أساليب التلقين، وإلغاء الواجب ليس هو المطلوب، بل الموازنة بين واجبات المنزل ومتطلبات الدروس داخل المدرسة وفي فصولها.
بعض مديري المدارس يغضبون إذا منح الطالب رقم 4 في المهارات، ويقابلهم من يغضبون إذا منح الطالب صفرا في خانة المشاركة، ويحق للمعلم المناقشة، لأنها تسمى مشاركة ولم تعد تسمى واجبات في المرحلة المتوسطة والثانوية، ولذا تبقى مهمة معلم الابتدائية تحقيق المهارات بأي أسلوب حتى لو حمل الطالب كما هائلا من الواجبات، لأنه لا يملك درجات مشاركة ولا درجات أعمال سنة وتلك حجة غير مقبولة وهذا جزء من المشكلة.
العناية بالواجبات عنصر من عناصر تقويم المعلم، والعجيب أنه لم يتغير مع تغير عناصر تقييم الطالب، والأولى استبداله بعنصر متابعة نشاط الطالب، ليواكب متطلبات تقييم الطالب، على الأقل ليتابع كتب نشاط المواد ويلغي دفتر الواجب ويعتمد على بعض متطلبات كتب النشاط.
لا توجد توجيهات تحدد نسبة الواجبات المنزلية في البيوت أمام الأنشطة المدرسية، والأمر متروك للمزاجية أو لمحددات غير واضحة، ولذلك تبقى في مربع الضبابية.
تكامل الأدوات التي تساعد المعلم على تكليف الطالب بالأنشطة داخل المدرسة وتحديد دور كتب نشاط المقررات وعدد الواجبات وكميتها وتقليل عدد الطلاب في الفصل الواحد أو توظيف مساعدين للمعلمين تصنع المستحيل لتعديل التعليم المعكوس.