اليوم يعيش الجميع في عصر لا بد أن نسميه العصر الرقمي؛ فنحن نستخدم الكثير مما يُطلق عليه رقمي، منها على سبيل المثال لا الحصر الهواتف الذكية الرقمية والحاسوب الرقمي والكاميرا الرقمية والنظام العالمي لتحديد المواقع الرقمي، وأيضاً نستمع لبعض الملفات الصوتية أو القرآن الكريم عن طريق (إم بي3)، وغيرها من الأجهزة، وأخيراً استخدام (البي بي) الذي يستخدم نحو أربع وعشرين ساعة في اليوم، سبعة أيام في الأسبوع، في كل وقت وفي كل مكان.. لا بد أننا قد نتعرض لآثار جانبية؛ لذا يجب علينا أن لا ندع العصر الرقمي يتلاعب في صحتنا، ولا بد أن تبقى حياتنا آمنة. وبناء عليه يمكن القول إن التكنولوجيا غزت حياتنا بشكل لم يكن يخطر على قلب بشر في زمن سابق؛ حيث أصبحت الأجهزة الإلكترونية حديث الجميع، وعلاوة على ذلك أصبحت ملازمة لنا في حياتنا.
وقد ظهرت في الآونة الأخيرة عادة من العادات الخطيرة والسلبية علينا جميعاً، هي عادة استخدام الأجهزة أثناء القيادة؛ ما تسبَّب من أخطار القيادة وكثرة الحوادث.
إن استخدام الأجهزة الإلكترونية خلف عجلة القيادة يمكن أن يكون سبباً في الحوادث المرورية، والأخطر من إجراء المكالمات الهاتفية هو كتابة الرسائل أثناء القيادة.
ما جعل الله لرجل من قلبَيْن في جوفه؛ فكيف بنا ونحن خلف مقود السيارة ونعرض أنفسنا والآخرين لخطر الحوادث؟ وهنا يأتي السؤال الأهم: هل يؤثر استعمال الأجهزة في سلوك قائدي المركبات؟ المعلومات المنبثقة من التجارب البحثية في هولندا من خلال نتائج دراسات أُجريت عام (2010)، التي فحص خلالها الباحثون تأثيرات استعمال الهاتف الخليوي على السلوكيات أثناء القيادة، تفيد بأن هؤلاء المستعملين يقودون مركباتهم بسرعة أقل من المطلوب، وأنهم يبذلون جهداً ذهنياً أكبر بعيداً عن التركيز على القيادة، ويعرضون أنفسهم للمخاطر بنسبة أكبر وأكثر.
وأثناء إرسال رسالة نصية (sms) تبيَّن أن قائدي المركبات قادوا مركباتهم، التي يكون منها الدراجات في أحيان كثيرة، وسط أو يمين المسار.
وتبيَّن أن تسجيل الرسالة النصية له أكبر تأثير في رحلة القيادة، وأنه يُعتبر الأكثر خطورة أثناء القيادة بسرعات بطيئة جداً.
وفيما يتعلق بهذا الموضوع قامت شرطة دبي مؤخراً بتوعد مستخدمي الهاتف النقال أثناء قيادة المركبة بعقوبات صارمة، مؤكدة أنها لن تتهاون في هذا الجانب مع أي شخص مهما كان؛ حيث ذكر اللواء المهندس محمد سيف الزفين مدير الإدارة العامة للمرور بدبي أن إدارته ستتشدد حيال مخالفة استخدام الهواتف أثناء القيادة من خلال ملاحقة مستخدمي الهواتف أثناء القيادة، وتطبيق العقوبات المنصوص عليها في القانون لردعهم عن ارتكابها؛ لما تمثله هذه المخالفة من مخاطر كبيرة على حياة السائقين وغيرهم من روَّاد الطريق؛ حيث إن استخدام الأجهزة باليد أثناء القيادة له خطورة بالغة، داعياً من يضطر إلى إجراء مكالمة مهمة إلى التوقف حفاظاً على حياته وحياة الآخرين، واصفاً من يقوم بهذا الشيء بالعاقل.
يجب - والرسالة هنا موجَّهة إلى إدارة المرور - أن تتعقب من يتهاون في هذا الموضوع، ومعاقبته معاقبة صارمة لا تهاون فيها، وأخص هنا الشباب الذي هم غالباً ما يتهاونون ولا يبالون بالقوانين والأنظمة ما لم يكن هناك عواقب صارمة قوية تطبَّق على الجميع بلا هوادة أو تردد؛ حيث أصبح هذا الموضوع - من وجهة نظري - أشد خطراً من غيره من المخالفات المرورية.
من وجهة نظري فإن نسبة استخدام الأجهزة أثناء القيادة أصبحت في ازدياد في الفترة الأخيرة؛ ما تسبَّب أيضاً في تعطيل حركة السير بالشكل المطلوب، وكذلك كثرة الحوادث.
لذا يجب - كما ذكرت - على إدارة المرور في المملكة العربية السعودية أن تتبع أولئك المتهاونين، وتطبِّق العقوبات الكافية الوافية الرادعة، التي تضمن سلامة الراجلين والقائدين للمركبة.
تلك المخالفات يجب أن تكون حضورية وغيابية؛ حيث يتم إحضار المخالف إلى مقر المرور أياً كان ومعاقبته، وهو ما نرجوه نحن المواطنين السعوديين، ونتطلع إلى سلامة أنفسنا وغيرنا.
* إعلامي محاضر لغة إنجليزية - الكلية التقنية بالرياض