لم يُعدُّ أمر الأقلام التشكيلية التي أسهمت بالكثير منذ انطلاقة الحركة التشكيلية منتظرًا تأخيرًا أو تأجيلاً قد يتسبب في تراجعها أو توقفها بقدر ما هي في حاجة إلى لم شملها احتفاظًا بها وبمن لا زال يعطي ويسهم بشكل متواصل أو من له حضور متقطع لكنه مؤثر دون نسيان لمن توقف لانشغاله بأمور الحياة أو لعدم القدرة على المواصلة لظروف صحية.
تلك الأقلام تنتظر موعدًا تعيد فيه قراءة ما سبق التعامل معه في بداية ولادة الحركة التشكيلية التي تجاوز عمرها الأربعين عامًا لربطها بالجديد، لإيجاد مزيج بين الخبرات الطويلة كتوثيق أو تحليل أو تقييم، مع أقلام شابة يتطلبها الزمن الحالي والقادم، فلكل من تلك الأقلام (المؤسسة للنقد والصحافة التشكيلية) بصمة لا يمكن إغفالها أو تجاهلها.
لقد قامت الكثير من الأقلام بأدوار ومهام وأسهمت في بناء الساحة إما بتقييم الأعمال أو رأي حول أخطاء تنظيم المعارض، أعادت بما استعرضته من مواقف وبما ألمحت أو صرحت به من أخطاء يرتكبها أفراد أو جهات رسمية في حق هذا الفن إلى إعادة النظر فأصلحت البعض، ولا زال هناك الكثير من الأخطاء التي ازدادت حضورًا في الساحة مقابل مع ما يؤمل فيه التشكيليون من إصلاح أكثر على مستوى نوعية المعارض ومستوى الأعمال التي تمثل المملكة خارجيًا أو أهمية ربط الفن التشكيلي المحلي بالاقتصاد وإيجاد الحلول لتسويقه إلى آخر المنظومة، أخطاء لا يمكن أن تصل إلى المسئول أو يتنبه لها المعنيون إلا عبر أقلام لأصحابها خبرات طويلة كسبت بها مساحة من متابعة المسئولين وحققت صدى واستجابات..
لذا وعبر الصفحة التشكيلية بـ(الجزيرة) نتقدم إلى وكالة الشؤون الثقافية بوزارة الثقافة والإعلام ممثلة في الدكتور ناصر الحجيلان نيابة عن كل قلم أسهم في دعم مسيرة الفن التشكيلي أو قلم شاب مؤهل ينتظره مستقبل حافل بالعطاء، بأن تتبنى الوكالة فكرة إقامة ملتقى (بالآلية التي تراها الوكالة) يتم فيه اختيار نخبة منتقاة من الكتاب التشكيليين تمثل الفئتين (السابقين والجيل الجديد من الجنسين) المكملين لجهود التشكيليين بخط متوازٍ يتمثل في البحث والدراسات والنقد في الفنون التشكيلية.. كما أشرنا، ليتمكن هؤلاء من طرح أوراق عمل يتم اختيار عنوان له مثال ذلك (النقد التشكيلي المحلي التأسيس واستشراف المستقبل بمنظور معاصر) تجمع بين واقع الساحة سابقًا وما تبعها من سبل النقد شاركت في بناء قاعدة هذا الفن وبين ما استجد وبرز في الساحة حاليًا من أسماء تحمل طموحًا معاصرًا وفكرًا نقديًا يمكن لنا بما ستتضمنه تلك الأوراق..
خبرات سابقة وأدوات جديدة من تأسيس (منهج نقد تشكيلي محلي) يأخذ من التجارب العالمية ما يناسبه ويرسم خط سير يواكب الخطوات القادمة لهذا الفن لصنع حلقة وصل يستكمل بها ما سبق من تجربة نقدية لمسيرة البدايات مع ما تتطلبه المرحلة القادمة من أهمية لا تخلو من الأخطاء أو الاندفاع أصبحت فيه الساحة بين سندان الحداثة وعولمة الفن وبين أهمية الانتماء للهوية والأصالة والخصوصية. فهل يتحقق هذا الأمل؟ مع ثقتي ومع ما لدى (الجزيرة التشكيلية) من استعداد لرصد أسماء أسهمت بأقلامها ورأيها على مدى سنوات تأسيس هذا الإبداع وتزويد الوكالة بها لتحقيق هذه الفكرة والمقترح.
monif@hotmail.com