إما أن تكون جاهزاً، وإما أنك ستمضي في هذا الدرب دون أن تكون مستعداً تماماً، أردد ذلك حين أشاهد بعض الفنانين والفنانات الذين ظهروا فجأة في معارض عالمية وهم لم يجهزوا بعد، بسبب عمل فني جيد (لن أقول جاء بالصدفة!) خصوصا في بلد مثل السعودية حيث لا يوجد جهات كافية تساهم في تعليم الفنون البصرية بشكل أكاديمي، إضافة إلى تسليط الضوء فجأة على فناني المنطقة لعدة أسباب ربما تحدثت عنها في مقالات سابقة.
عدم (الجاهزية) لدى كثير من هؤلاء، في ذات الوقت التي عُرضت لهم أعمال جيدة للمرة الأولى، جعلتهم في مأزق إبداعي، كيف يستطيعون توفير أعمال إبداعية لسد هذه الحاجة من الطلبات في سوق الفن أو المعارض العالمية؟ ولن يستطيعوا أن يكرروا أنفسهم كما كان شائعا لدى فناني الجيل الأسبق حين يعرض الفنان أعماله على مدى سنوات دون أن يلحظ أحد ذلك، فنحن في زمن متسارع وإعلام مترقب، وسوق تطلب المزيد، بينما كثير من فنانينا قد تعودوا الكسل الإنتاجي الذي فرضته عليهم ثقافة المنطقة لسنوات عديدة.
لذا قد يقع البعض من هؤلاء إما في مأزق إبداعي، لا يستطيع بسببه إيجاد فكرة مبتكرة تضاهي ذلك العمل الذي ملأ الدنيا وشغل الناس، وإما أن مهاراته المحدودة لا تؤهله لتنفيذ العديد من الأفكار الطموحة التي يمتلكها بسبب محدودية التعليم المهاري في هذا المجال، ولا يستطيع بطبيعة الحال العودة إلى مقاعد الدراسة وقد وصل إلى ما وصل إليه! لذا، ربما علينا أن نطمح، وأن نبدع، ولكن حتى لا نتوقف إبداعياً، ربما علينا أن نتأكد من جاهزيتنا للخوض في سوق متطلب، وما قد نتعرض إليه من نقد لاذع، يخالف كل ما اعتدناه من عبارات المديح وحوارات المجاملة في فتراتنا السابقة على النطاق المحلي.
msenan@yahoo.comtwitter @Maha_alSenan