|
من البرنامج التجريبي لرسوم الأطفال حكاية شعبية من الصين
في يوم من الأيام، كان هناك صديقان. ذهبا معاً إلى التلال للبحث عن بعض الجذور لطعامهما. وبينما هما يحفران، عثرا على زهرية لامعة من الذهب، وتمنى أحدهما أن يحتفظ بها لنفسه. أما الثاني وكان طيب القلب، فقد أراد أن يتقاسمها، ويوزع نصيبه على الفقراء.
قال الرجل الذي يريد الاحتفاظ بالزهرية لصديقه: (يا أخي العزيز، لا أعتقد أنها مصنوعة من الذهب، فمن الذي يدفن زهرية ذهبية في الجبل؟ أعتقد أنها زائفة). فرد الرجل الطيب: (هذا جائز، على أي حال يمكننا اختبارها، فإذا لم تكن من الذهب الخالص، فإننا لن نخسر شيئاً، لأننا وجدناها ونحن نبحث عن جذور). هبط الاثنان من التلال وذهبا إلى منزل الرجل الجشع. وفي ذلك المساء، بينما هما يأكلان، قال الجشع لصديقه: (يا أخي العزيز، اترك الزهرية معي، وسأختبرها بنفسي. وعندما تأتي في المرة القادمة، نتقاسم قيمتها بالتساوي) وكان الرجل الطيب يثق في صديقه ثقة تامة، لذلك وافق على ما عرضه.
وفي اليوم التالي، ذهب الرجل الطيب إلى منزله، حيث أنهى ما وراءه من أعمال، وعاد إلى منزل صديقه. ولاحظ بمجرد دخوله المنزل أن صديقه حزين ومهموم. فسأله: (ما الخبر؟ لماذا أنت حزين؟).
ورد الصديق: (السبب هو تلك الزهرية. كنت أتمنى أن تكون من الذهب. ولك أن تتصور مقدار أسفي، عندما وضعتها في النار فساحت. إنها مصنوعة من الصفيح الرخيص، وحملها إلى المنزل كان مضيعة للوقت).
شعر الرجل الأمين بالأسف، لأن صديقه لم يفكر حتى في أن يعرض عليه الصفيح السائح. ولكنه ظل هادئاً، وحاول مواساة صديقه قائلاً: (لا تهتم بذلك، فقد وجدناها بالصدفة، وليس مهماً أنها لم تكن من الذهب).
اطمأن بال الرجل الجشع، عندما رأى صديقه يصدق كلامه بهذه السرعة. وأصبحت الزهرية ملكه وحده. وطلب من زوجته أن تعد طعاماً فاخراً لصديقه، وتقدم مع الطعام شراباً فاخراً.
وقبل رحيله في اليوم التالي، قال الرجل الطيب لصديقه: (يا صديقي، إن التلال حولك جرداء. أما بيتي، فحوله تلال وجبال وأنهار وينابيع وأشجار ومروج وفاكهة وأزهار في كل مكان، هل تسمح لي بأن أستضيف طفليك في منزلي عدة أيام؟).
كان الرجل الجشع سعيداً بامتلاكه الزهرية، لدرجة أنه كان مستعداً للموافقة على أي شيء. لذلك وافق في الحال وقال لصديقه: (يا صديقي أولادي هم أولادك. وما دمت لا تهتم بما قد يسببونه لك من متاعب، يسعدني أن تستضيفهم).
أخذ الرجل الطيب طفلي صديقه إلى منزله. وفي الطريق، مر على مكان تعيش فيه مجموعة من القرود، فاصطاد قردين للطفلين. فرح الطفلان فرحاً شديداً، وأخذا القردين معهما ودرباهما على كل الألعاب، ودرباهما على أن يرقصا كلما عزفت الموسيقى، وأن يحضرا كلما نودي عليهما، وسمى كل طفل قرده باسمه.
وبعد ثلاثة أشهر، أرسل الرجل الطيب لصديقه يطلب منه الحضور لأخذ طفليه. وفي اليوم المحدد لحضوره، أرسل الرجل الطيب الطفلين إلى التلال المجاورة لجمع الفاكهة. وعندما حضر صديقه، خرج لاستقباله مهموماً، وقال: (إنني أشعر بالخجل منك أيها الصديق)، فصاح الرجل الجشع: (يا أخي العزيز، ماذا حدث؟ ما الذي أحزنك هذا الحزن الشديد؟).
قال الرجل الطيب: (لا أعرف ماذا أقول. إنه لأمر محزن، إنني لا أستطيع النطق به). ورد الصديق: (هيا، قل ولا تخش شيئاً.. أنت تعرف أننا أخوان، قل لي ماذا حدث لأشاركك الأحزان). وبدأ الرجل الطيب يحكي بتردد: (يجب أن تعرف أن طفليك عندما أتيا إلى منزلي، كانا سعيدين ومؤدبين. ولكن في يوم من الأيام، تحولا إلى قردين، وهما الآن لا يفعلان شيئاً سوى القفز من شجرة إلى أخرى، ولا يشبهان الأطفال في شيء).
توقف الرجل الطيب، ثم صاح باسم الطفلين، فجاء القردان في الحال، وتسلقا كتفيه.. وبما أنهما مستأنسان، فقد تسلقا على كتفي الضيف أيضاً.
ذعر الصديق ذعراً شديداً، ولم يدر ماذا يفعل. وحملق في القردين فترة طويلة، ثم فهم ما حدث، فقال لصديقه: (يا صديقي العزيز، إني أعترف بأن الزهرية من الذهب، ولم تسح في النار. أعطني طفلي، وسأتقاسم الزهرية معك بالتساوي).
ابتسم الرجل الطيب، وذهب إلى التلال، وأحضر الطفلين. وفي اليوم التالي، أخذه صديقه معه إلى منزله، وتقاسما الزهرية الذهبية.
* * *
*رسوم:
1 - لميس عصام البشير 11 سنة
2 - وعد سامي عومر 11 سنة
3 - ريم أحمد عضواب 11 سنة
4 - دانيا أكرم تصّاص 11 سنة
5 - آية مفلح العطيات 11 سنة
6 - بشرى بن مطلق 10 سنوات
7 - بتول سمير قطناني 10 سنوات