تعج الساحة الشعبية والوسط الشعري باختلافات فكرية متعددة ومدارس عدة، ومع ذلك فإنها تتحد تقريباً على مسألة عدم التفريق بين الخلاف والاختلاف.
ففي الواقع أن اختلاف الرأي أمرٌ جيدٌ فكرياً ومحفز أكبر للطرح الجيد والرأي والرأي الآخر، لكن نراه في ساحتنا العزيزة أمراً مخجلاً؛ لأن اختلاف الرأي يعني خلافاً كبيراً وشرخاً قد يتسع مراراً وتكراراً بما لا يدع مجالاً لرأيه؛ فالواقع أن كثيرين ممن بساحتنا يؤمنون بمبدأ عدو صديقي عدوي، آخذين بأن العداوة منشؤها اختلاف الرأي، محيدين قناعات الآخرين وآراءهم وأفكارهم، ومحاربين دون سطوتهم لتمرير رغباتهم وآرائهم.
نرى مثلاً أن من يعمل في منبر إعلامي وينتقد جهة أو شاعراً أو عملاً فإن العداء يمتد، والمحاسبة تطول كل من يعمل في هذا المنبر، متناسين أن أي عمل إنساني لا بد من النقص فيه، ولا بد من النقد أن يطوله، وهذا أمر جيد؛ فمن لا يعمل لا يخطئ، لكن مع ذلك نرى أن الأشخاص لا يفصلون بين نقد العمل ومهاجمة الذوات ونقد في منبر إعلامي؛ ليطول المنظومة كاملة.
بل إن المضحك المبكي هو مباشرة المطبلين نقداً ما لجهة ما لإعلام رب الجهة أو مديرها أو مسؤول بها من باب النميمة وتكبير النقد على أنه خطأ، وكأن جهتهم أو عملهم أو مسؤولهم هو كتاب منزَّل، لا يمسه إلا المطهرون؟؟!!
نهاية:
تبي نصيحة واحد لك مصافيك
عادي ترى لو خاب في شخص ظنك
zabin11@hotmail.com