قرأت مقال الأستاذ يوسف المحيميد في زاويته (نزهات) وتحديداً مقال (منوعات) في العدد 14423 والذي تحدث في قسمه الأول عن بعد مكان وزمان المواعيد للمستشفيات لدينا.
بالفعل وضع المستشفيات لا يليق ببلد يعتبر من أغنى دول العالم، فالمراجع يعاني أشد المعاناة حتى يتحقق له ما يريد، والسبب نقص في المنشآت مما تسبب في زحام شديد، وحله لا يمكن أن يكون صعباً في بلد كالسعودية.
ولعلي أطرح بعضاً من المعاناة التي يواجهها المواطنون لعلها تجد أذنا صاغية من قبل مسؤولي الصحة، يقابلها بعضاً من الحلول التي قد تكون موجودة ولكنها لا تجد من يعمل بها.
وإليكم بعضاً من المعاناة اليومية للمواطنين:
- قلة الكوادر الجيدة في مستشفيات المحافظات وتوفرها في المستشفيات الموجودة في المدن الكبرى فقط.
- بُعد مدن المملكة عن بعضها البعض مما يجعل المراجع يحجز بتذاكر تكلفه كثيراً ومن ثم يتفاجأ بإجازة الطبيب المعالج، أو عدم حضوره في نفس اليوم لظرف طارئ، والحل لا يكون إلا بموعد جديد وخسارة جديدة.
- تنوع المراجعات لمواطني المدن البعيدة فموعد للمقابلة وموعد للتحويل لطبيب آخر وموعد للأشعة وموعد للعملية وتكلفة هذه المراجعات آلاف الريالات من تنقل وسكن وأكل وغيره.
- تفشي الواسطة بشكل كبير وأذكر أنني أردت سريرا في أحد المستشفيات الكبيرة لقريب لي فتحججوا أنه لا يوجد سرير تماماً ولا يمكن توفره بأي حال من الأحوال، وعند محادثتنا لشخص يتوسط لديهم اتصلوا علينا بأنفسهم وأخبرونا بتوفر سرير، وقالوا لكم الخيار بالقدوم متى ما أردتم فهل المواطن مُجبر ليذل نفسه من أجل خدمة وضعتها الدولة للجميع.
- عدم توفر طائرات الإخلاء بشكل جيد.
والآن سأطرح بعضاً من الحلول التي لو أخذ بالبعض منها لتطور المجال ولخف الزحام وانعدمت المعاناة، وهي:
- بناء مدن طبية متكاملة في عشر مدن وبمسافات متقاربة وبأسرع وقت.
- العمل على جعل نسبة لا تقل عن 30% من الطلاب المبتعثين لدراسة الطب، وليس لدراسة القانون والفلسفة والتخصصات غير المجيدة كجدوى الطب.
- توفير تذاكر سفر وتوفير سكن للقادمين من محافظات بعيدة، فنحن في بلد خير والميزانية بلاشك تسمح بذلك.
- المحاولة على توفير استشاريين في مختلف المحافظات فتوفير استشاري متميز في تخصص ما في محافظة ما سيوفر على مئات المواطنين السفر والسكن والحجوزات للمدن الكبرى، وبالتالي تخفيف الضغط على مستشفيات المدن الكبرى.
- وضع آلية معينة للنقل من مستشفى لآخر دون النظر للواسطة، لكي يعرف المواطن رقمه ووضعه، وأنه لن يدخل أحد قبله مهما كانت واسطته.
- تجهيز المستوصفات بتجهيزات أكبر لكي يخف عليها الضغط.
- توفير الأجهزة في جميع المستشفيات فقيمة جهاز واحد لا تعادل ربع ما ينفقه المواطنون من التنقل لمستشفيات بعيدة من أجله.
- توفير المراكز المتخصصة في المحافظات القريبة فمراكز القلب والأورام والكلى والأمراض الصدرية وغيرها تكون في محافظات متقاربة كل محافظة بها مركز وكل محافظة تخدم الأخرى بدلا من التوجه للمدن الكبرى.
تلك أهم النقاط التي يعاني منها المواطنون في مختلف أنحاء بلد الخير من تدني الرعاية الطبية، ومجموعة من الحلول التي قد تساعد على حل الأزمة الصحية في بلادنا التي أغناها الله من فضله الواسع.
خالد سليمان العطا الله - الزلفي