لازال الفريق الهلالي وحتى بعد لقائه بالشباب الإماراتي يرفض أن يقدم نفسه كمنافس قوي على مجموعته في دوري أبطال آسيا، بينما لازالت هذه البطولة تخطب وده رافضة التخلي عنه، إذ برغم التعادلات الثلاثة حتى الآن لازال وصيفًا للمتصدر بعد أن لعبت النتائج الأخرى لصالحه، ومثل هذه الحالات قلّما أن تحدث، وبرغم هذا السيناريو الذي زرع الخوف في نفوس معظم محبيه وعشاقه إلا أن ثمة هلاليين متفائلين بأن يعود الهلال إلى عنفوانه ويقدم نفسه كمنافس قوي ليس في هذه المرحلة التمهيدية فحسب، بل حتى في الأدوار المتقدمة، ويرى أصحاب هذه الرؤية التفاؤلية أن الزعيم الآسيوي وفي جميع مشاركاته الآسيوية السابقة كان في أفضل حالاته، لكنه وبرغم ذلك كان يخرج خالي الوفاض مخيبًا آمال جماهيره رغم جاهزيته الفنية المتميزةـ مستشهدين بما حدث له في آخر مشاركتين وإن كان في المشاركة ما قبل الماضية أكثر تميزًا، يقول أحد هؤلاء المتفائلين: ما يحدث للهلال في مشاركته الحالية يذكرني بالسد القطري الذي جاء من الملحق ليحقق لقب بطل أبطال آسيا، وهذا دليل على أن الفريق الأفضل والأكثر جاهزية قد لا يحالفه الحظ، بل ربما كان الأقل جاهزية هو الأقرب.
على أية حال، برغم التعادلات الثلاثة وبرغم المستوى غير المقنع للفريق الهلالي في مشواره الآسيوي يظل الأوفر حظًا للصعود للمرحلة القادمة (دور الـ16) وتبدو حظوظه كبيرة ليس لأنه الأكثر نقاطًا بعد بيروزي الإيراني، بل لأنه سيخوض لقاءيه المتبقيين أمام الغرافة القطري والشباب الإماراتي هنا في الرياض مما يجعل الفوز في متناوله، ولكن أخشى ما أخشاه على الفريق ككل هو الأجواء الهلالية العامة التي بدت مشحونة إلى حد ما في هذه الآونة بعد أن انساق العديد من الهلاليين خلف من يريد أن يزرع القلاقل بالفريق ويؤلب الجماهير على الإدارة بحجة أنها -أي الإدارة- لم تستطع أن تحقق طموحات الجماهير الزرقاء، ومثل هذه الأقاويل فيها من الافتراء الشيء الكثير، فإدارة سمو الأمير عبدالرحمن بن مساعد هي امتداد للإدارات الناجحة والمتميزة التي تعاقبت على هذا النادي، ولا أدري كيف يتناسى البعض أن أول من احتفل مبكرًا ببطولة هذا الموسم هو الهلال ولازال أمامه بطولة أخرى سينافس عليها، بل ويُعدُّ مرشحًا قويًا لتحقيقها، وإن كان الهلال قد فقد بطولة الدوري وهو البطل لموسمين متتاليين، فهذا أمر قد يبدو طبيعيًا؛ لأن دوام الحال من المحال وليس بالإمكان تحقيق هذه البطولة سنويًا، ولربما أن فقدان بطولة الدوري سيكون محفزًا قويًا للفريق من أجل تحقيق كأس الملك، هذه البطولة الغالية التي لم يحققها الهلال بعد وتُعدُّ أمنية لجميع الهلاليين وحتى أكون منصفًا ولا اتهم بمحاباة الإدارة الهلالية فإن المآخذ عليها من وجهة نظري أنها لم توفق في اختيار العناصر الأجنبية إذا ما استثنينا هرماش، بالرغم من أنها اجتهدت كثيرًا وأحضرت أسماء مميزة لم يكتب لها النجاح المطلوب، أما على صعيد المدربين فالجود من الموجود؛ لأن الأسماء التدريبية البارزة كانت مرتبطة بعقود تدريبية، لذا لم يتسن التعاقد مع أي منها.
وبرغم هذا كلّه فالهلاليون مطالبون أن يكونوا أكثر هدوءًا وألا يدعوا مجالاً لمن يتربص بهم وبناديهم، فالفريق لازال أميز الفرق من حيث العناصر المحلية، بل إنه من وجهة نظري يملك مجموعة من اللاعبين المتميزين محليًا نكاد لم نعهدها في الهلال وبهذا الكم من قبل وبقليل من الهدوء سيكون الهلال مختلفًا بالفعل.
على عَجَل
- الزميل المتألق والرائع محمد الشهري أبى إلا أن يشير لي في مقالته السابقة بهذا الملحق بالرغم من أن كاتبًا كبيرًا بقامته الصحفية قادر أن يسخر قلمه لطرح ما يشاء دون أن يخوض في مثل هذا التنويه، فشكرًا لنبلك وشكرًا لنقائك أيها القدير.
- اللقاء المنتظر الذي سيجمع فريقي الشباب والأهلي على بطولة دوري زين لا يحتمل الأخطاء، لذا يجب اختيار أكفأ الحكام وأفضلهم ممن لديهم سجل تحكيمي مشرف، إذ من الظلم أن يخسر فريق الشباب وهو الذي ظل ممسكًا بالصدارة حتى آخر لحظه بسبب خطأ من حكم، وكذلك الحال بالنسبة للأهلي الذي ظهر مختلفًا هذا الموسم وقدم أجمل عروضه الكروية ومن الظلم أيضًا أن يفقد البطولة بسبب وقت الحصاد النهائي بسبب هفوة تحكيمية.
- يقول ريكارد في لقائه المتميز مع الزميل أحمد العجلان: إن لاعبي منتخبنا رفضوا أن يرتدوا أحذية المطر في الشوط الثاني أما أستراليا وهو الشوط الذي شهد تلك الانتكاسة لمنتخبنا في ملبورن!!!
- ويقول ريكارد أيضًا: إن الآخرين تطوروا فيما لازلنا كما نحن قبل عشرين عامًا وهذا ما أشرت إليه عبر هذه الزاوية قبل عدة أسابيع.
- لو كان حسن الناقور في بعض الأندية التي يُحارب رؤساؤها الأعضاء الناجحين لما استمر حتى الآن حاضرًا وبقوة في نادي الهلال.
msayat@hotmail.comفي تويتر@Al_siyat