|
منذ إعلان جماعة الإخوان المسلمين ترشيح خيرت الشاطر للرئاسة، تجاوز عدد أعضاء صفحة «لن أرشح خيرت الشاطر» على الفيسبوك أكثر من 150 ألف عضو مُتخطية عدد أعضاء صفحة «خيرت الشاطر رئيساً للجمهورية»، التي بلغ عددها 75 ألف عضواً.
وعلى الرغم من غياب ملصقاته الانتخابية حتى الآن عن الشوارع، إلا أن خيرت الشاطر مرشح الإخوان يظل الاسم الأبرز في حوارات الشارع المصري الآن، ما بين متخوف ومرحب. إلا أنه من اللافت للنظر أن مجتمع الفيسبوك شهد إقبالا واسعا على صفحة «لن أرشح خيرت الشاطر» للرئاسة في الانتخابات المقرر إجراؤها نهاية مايو القادم. ليتجاوز عدد أعضاء هذه الصفحة على موقع الفيسبوك الـ150 ألف فيما لم يتعد عدد أعضاء صفحة «خيرت الشاطر رئيساً للجمهورية» الـ75 ألف عضواً.
هو مما لاشك فيه، مؤشر ذو دلالة بغض النظر عن أثره في الشارع المصري، لكنه يعكس أيضاً حالة الهجوم والانتقادات على الإنترنت والشبكات الاجتماعية التي وجهت لجماعة الإخوان المسلمين فور إعلانهم ترشيح خيرت الشاطر لمنصب رئيس الجمهورية، حيث اعتبره الكثير من المعلقين على موقع «تويتر» نوعاً من الالتفاف على ما أعلنته الجماعة قبل ذلك من أنها لن تقدم مرشحاً للرئاسة وهو القرار ذاته الذي بسببه تم فصل دكتور عبدالمنعم أبو الفتوح من الجماعة بعد إعلانه رغبته في الترشح للرئاسة. ملصقات عبدالمنعم أبو الفتوح تملأ الآن الشوارع المصرية، لا ينافسها سوى ملصقات مرشح التيار السلفي حازم أبو إسماعيل.
محمد ناصر سائق تاكسي يضع على سيارته ملصق حازم أبو إسماعيل يقول معلقاً على قرار الجماعة: «ليس لهم أمان، وكل ما يقولونه يتراجعون عنه فكيف يمكن أن نثق في مرشحهم في الرئاسة أو وعوده».
طوال عقود كانت الجماعة تحت ضغوط أمنية قاسية، وهو ما أثر على فكر وآليات عمل التنظيم حيث أصبح الأهم لديهم هو المحافظة على التنظيم نفسه من خلال إدارته عبر دائرة ضيقة تتخذ القرارات نيابة عن باقي كوادر الجماعة التي لا تملك إلا السمع والطاعة.
لكن حتى الآن وبعد قيام الثورة مازالوا يستخدمون نفس الآليات ونفس مفردات الخطاب وبالتالي تحدث مثل هذه التناقضات، وتتخذ الجماعة قرارات مصيرية دون مساحة أو وقت مناسب للحوار الداخلي الأمر الذي سيؤثر بالسلب على تماسك التنظيم، فقرار ترشيح الشاطر على سبيل المثال تم اتخاذه بفارق أربعة أصوات داخل مجلس شورى الجماعة. ولذلك من الطبيعي أن نشهد هذه الموجة من الاستقالات الجماعية لعدد كبير من شباب الجماعة وكوادرها.
«الديناصورات تتناطح… ونسمع صرخاتها الأخيرة» بهذه الجملة علق الكاتب الصحفي وائل عبدالفتاح على خبر ترشيح الجماعة للشاطر. ترشيح الشاطر في رأي عبدالفتاح هو انعكاس لمأزق الجماعة التي ترى أنها تم حصارها داخل البرلمان وبالتالي تحاول رمي كل أوراقها على الطاولة.
لكن المزاج العام في مصر يتغير، والمصريون في رأي وائل عبدالفتاح أصبح لديهم رغبة في نزع تلك القداسة الفرعونية عن منصب الرئاسة. وبالتالي فخبر ترشيح الشاطر أصبح يأخذ من اهتمام الناس وقتا قصيرا يتم تخطيه بخبر حول الزفة والمسيرة التي ذهب بها المطرب الشعبي سعد الصغير لتقديم أوراق ترشيحه للرئاسة.
يقول وائل: «يظن الإخوان أن الشاطر هو الحصان الأسود والورقة الرابحة في صراعهم مع المجلس العسكري على التحكم في الدولة، لكن الحقيقة أن ترشيح الشاطر هو المغامرة الأخيرة في ذلك الصراع».
فرص الشاطر في رأى عبدالفتاح ليست قوية كما يتصور الإخوان والمشهد السياسي المصري كل يوم تظهر فيه عشرات المفاجآت الجديدة.
(دويتش فيلا) الألمانية