زار شارون الحرم القدسي بناءً على نصيحة مستشاره الاستراتيجي، من أجل تعزيز جهوده للبقاء زعيما لحزب الليكود، وتسليط الضوء على قضية القدس لإثبات قيادته.
كانت خطوة حاسمة لوضع نفسه كمرشح رئيسي لمنصب رئيس الوزراء. الزيارة المشئومة كانت للاستخدام السياسي للداخل الإسرائيلي. إلا أنها فجرت ما أصبح يعرف بالانتفاضة الثانية. ورغم فارق اعتبارات المكان والقيمة، إلاّ أنّ ما فعله الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاة من زيارة استفزازية، حين حط في جزيرة أبو موسى، والتي ظلّت الإمارات العربية المتحدة، تؤكد سيادتها عليها - إلى جنب جزيرتي طنب الكبرى والصغرى - وتدعو إلى حل عبر المفاوضات أو اللجوء إلى محكمة العدل الدولية.
زيارة نجاد لا تختلف في الاستخدام السياسي الفض. واستعراض للقوة، في الوقت الذي يواجه فيه نجاد والجمهورية أزمات داخلية وخارجية حادة ومعلنة.
وهو ما كشف عنه الرئيس الإيراني نفسه متحدثاً من الجزيرة، بقوله “إننا بحاجة إلى الصبر والصمود، وكما أثبت الشعب الإيراني لحد الآن فإنه سيواجه كذلك المشكلات”.
الإمارات استدعت سفيرها لدى إيران، ودانت بشدة الزيارة، معتبرة أنها تكشف “زيف الادعاءات الإيرانية” حول إقامة علاقات جيدة مع الإمارات والجوار.
زيف لا يحتاج إلى إثبات، مع تصريحات نجاد العرقية من أجل تحويل المواجهة السياسية وتصدير الأزمات الداخلية، إلى مواجهات إقليمية عرقية من جهة، ومذهبية من جهة أخرى، في الوقت الذي يعاني تدنياً واضحاً في الشعبية.