تتزايد الحاجة يوما بعد يوم للعديد من البرامج التوعوية الموجهة لمختلف شرائح المجتمع شاملة المواطنين والمقيمين؛ وتشمل تلك البرامج كافة أنشطة الحياة ، فهناك على سبيل المثال حاجة ماسة لبرامج خاصة للتوعية في سبل السلامة والأمان، وسبل الوقاية من التعرض لمخاطر السيول، وبمخاطر المرور والحوادث، وبحماية الطفل من الاعتداء، و بأضرار التدخين والمخدرات، وبتجنب الأغذية والأدوية المشبوهة و باستخدام خدمات الاتصالات وتقنية المعلومات بشكل أمثل ،، وهكذا القائمة طويلة جدا.
وما يحدث في مجتمعنا حاليا ، هي اجتهادات وعلى استحياء بحسب الإمكانيات المادية المتاحة لبعض الجهات الحكومية ، فنجد برامج توعوية موجهة لبعض شرائح المجتمع وبكل تأكيد لا تصل للشرائح المستهدفة كافة ولا تتم من خلال كافة وسائل التواصل ، والمتابع لكثير من المشاكل والتي تحدث في المجتمع هي في الغالب نتاج لنقص الوعي لدى الكثير من الناس. وفي كثير من المجتمعات يقاس رقي وتقدم المجتمع بمستوى الوعي لدى العامة من الناس.
ولأهمية مثل هذا الموضوع وتشعبه، لعلي أتقدم باقتراح عله يلقى قبولا ، ولكنه يحتاج إلى عمل وبشكل جدي، ومقترحي، أن يتم وضع برنامج وطني موحد للتوعية في كافة المجالات والأنشطة، يكون منظما تنظيما دقيقا وتشرف عليه جهة عليا في الدولة، وترصد له ميزانية ضخمة سنوية من ميزانية الدولة مع إلزام القطاع الخاص بدعمه. ويطلق في كل أسبوع موضوع معين وتسخر له كافة الإمكانات والجهود؛ ومن أجل إنجاح مثل هذا البرنامج من الواجب أن تشارك فيه كافة الجهات والمؤسسات الحكومية كل في ما يخصه. ويشكل له فريق عمل متخصص يقوم بالتنفيذ الفعلي للبرامج التوعوية التي يتم الحصول على مدخلاتها مقدما من كل جهة ومن ثم تعاد بلورتها وصياغتها بالشكل المناسب، حيث من المهم أن لا تترك فقط للجهات المعنية بها.
قد يكون هذا المقترح حلما صعب التحقيق، إلا أنني متأكد من نجاحه لو أخذ بجدية وعلى مراحل، فهو ممكن التطبيق وبسهولة ولكن يتطلب تضافر الجهود والاستعداد لإنجاز العمل بإخلاص كمشروع وطني يهم الجميع.
sulmalik@hotmail.comsmlhft2010@gmail.com