فاصلة:
من يمارس حقه لا يسيء إلى أحد
- حكمة لاتينية -
كثرت في الآونة الأخيرة اعتصامات طالبات الجامعات لدينا في عدة جامعات مثل جامعة القصيم، جامعة الملك خالد وجامعة تبوك وهي أول اعتصامات للمرأة لدينا حيث بدأ أول اعتصام للمعلمين عند مبنى وزارة التربية والتعليم قبل خمس سنوات.
وبحسب طبيعة مجتمعنا فإن اعتصام النساء يمكن أن تطول مدته حيث لا يستطيع رجال الشرطة فضّه كما يحدث في اعتصامات الشباب.
الاعتصام ليس سلوكا عدوانيا إذا ما انحصر هدفه في التعبير عن الغضب بشكل سلمي والمطالبة بشكل حضاري دون أي تخريب للممتلكات أو أي عنف ضد الذات أو الآخر يقول ابن القيم: «والاعتصام افتعال من العصمة، وهو التمسك بما يعصمك ويمنعك من المحذور والمخوف، فالعصمة الحمية والاعتصام الاحتماء، ومنه سميت القلاع العواصم لمنعها وحمايتها».
اعتصام الطالبات دليل على تغيّر رئيسي في شخصية المرأة السعودية وهو لم يأت من فراغ فالمرأة التي حصلت على أعلى مستويات التعليم واستطاعت أن تشارك ضمن منظومة الاقتصاد المحلية والعالمية وتقلدت مناصب عليا في صنع القرار وإن كانت قليلة لا يمكن إلا أن تكون قد بدأت بالفعل في إحداث التغير الاجتماعي.
مؤشرات هذا التغير الاجتماعي لدور المرأة في المجتمع ليصبح أكثر فاعلية لا بد من أن يصوره الإعلام ولا يتجاهله كما حدث قبل أكثر من قرن ونصف لدى الغرب وهي نقطة غائبة إلى حد ما رغم المؤشر الإيجابي بازدياد عدد الصحافيات في حرفة الصحافة لكن فيما يبدو غياب التخصص العلمي والتأهيل المهني لم يوجد الوعي الكافي لدى الصحافيات بالمشاركة بتوثيق حقبة زمنية مختلفة من تاريخ المرأة السعودية.
والمفارقة أنه يوجد لدينا كتّاب وكاتبات يمتلكون هذا الوعي لأن صحافتنا منحازة لأن تكون صحافة رأي لكنهم لا يمتهنون الصحافة.
ربما مازال المشهد غامضا على المستوى العلمي في ظل غياب الباحثين والباحثات لدينا في دراسات المرأة أو دراسات النوع لكنني أرى أن المشهد بات أكثر وضوحا من ذي قبل وأن المرأة السعودية لا يمكنها التراجع عن دور مهم تمارسه في مجتمعها خاصة وأن الإرادة السياسية تدعم حقوقها المشروعة.
nahedsb@hotmail.com