أذهلتني الصورة التي نشرتها معظم الصحف المحلية لوكيل جامعة الملك خالد بأبها، وهو محاطاً بالبنات! صورة تجعلك تشعر بأن الحياة الطبيعية هي هناك. من له مطالبة، ومن له حق، يجب أن يتحرك من أجله، ولكن دون إساءة لأحد، ودون انتهاك أية أعراف أو أية أنظمة.
ما المشكلة حين تحتج امرأة على ظلم ما، طالما أن المطالبة لا تندرج تحت الإساءة للأشخاص أو للممتلكات. هناك من يتفنن في الكذب. هناك من يحاول أن يُظهر الأمور بغير مظهرها.
هؤلاء يظنون أنهم سيكذبون على المسؤولين، ولا يعرفون أن المسؤولين أكثر وعياً من كذبهم ودجلهم!
لولا هذه التحركات الجريئة المنضبطة، لما أمكن اكتشاف الفساد الإداري في جامعة أو في مستشفى أو في مدرسة. تحركات مسؤولة، لا فوضى فيها ولا خروج على النظام. مجرد إعلان عن حالة. وكما حدث في جامعة الملك خالد، والتي نجحت البنات من خلاله في رفع حالة الظلم إلى الإعلام، نتمنى من كل من يقع عليه أو يُمارس في حقه خطأ، أن يمارس نفس السلوك، وبالرقي الوطني ذاته. لن يجدي التوتر في هذه المرحلة، لن يجدي إدخال الناس في حالة من التشويش الاجتماعي. سيجدي فقط الالتزام بالمطالبة بالحقوق، عبر الوسائل الراقية المنتمية لحب الوطن ووحدة الوطن.
