تمنيت لو أن ظروف الطبع تسمح بالانتظار إلى حين التعرف على صاحب الحظ والحظوة في نيل لقب بطولة الدوري سواء الشباب أو الأهلي فكلاهما عينان في رأس.. وكلاهما يستحق اللقب.
وكل منهما بذل من الجهد والعطاء ما يستحق عليه الظفر بشرف نيل البطولة.. وبالتالي أقول للبطل ألف مبروك.. وللطرف الثاني حظاً أوفر في قادم المواسم.
الذي أرجوه من أنصار البطل - إن كان الذي في بالي- عدم المبالغة في التعالي وفي الاستخفاف بشأن المنافسين، ولاسيما وأن بوادر ذلك وإرهاصاته، قد بلغت مبلغاً غير محمود لمجرد أنه بات في عداد المنافسين فجأة؟!.
سؤال طرأ على بالي وأنا أنشئ هذا الموضوع: ما هي مشاعر أنصار الهلال وهم يرون بطولتهم المفضلة تذهب لسواهم رغم قدرتهم على الاحتفاظ بها.. هل نقول (لِمَ يا مطرف) أنت وبعض صحبك وأقرانك.. أم نقول (لِمَ) يا أصحاب الشأن في البيت الهلالي.. أم نقول (لِمَ) لكل هؤلاء..؟؟!!.
(ولست أرى في عيوب الناس عيباً
كنقص القادرين على التمام)
صناعة الحدث اليوم: كيف الحال؟!
في ظل التهافت الفضائي المحموم، وفي ظلل اختلاط الحابل بالنابل واللهث خلف الإثارة السمجة وما يدور في فلكها من قول أو عمل.. أضحت صناعة الحدث أسهل من شُرب الماء؟!.
لك أن تتخيل كيف أن هذا اللاعب (المهووس) بحب الظهور، أوذاك المنفلت سلوكياً، أو الآخر الذي يجمع بين الصفتين، ولكي يصنع حدثاً ما تتناقله الركبان فما عليه سوى افتعال (خناقة) داخل الملعب أو خارجه، ثم ما يلبث أن يتحول إلى مادة إعلامية تستهلك الساعات الطوال للت والعجن حولها وحواليها، وأحيانا يمتد زمن وضع ذلك الحدث داخل دائرة الضوء لأيام وربما أسابيع وحتى أشهر إلى أن يأتي من الأحداث المماثلة أو المشابهة ما يوفر المطلوب، وهكذا دواليك؟!
خناقة حسين عبدالغني مع زميله مشعل السعيد.. كم استهلكت في حينه من الوقت والجهد و(الثرثرة)، وكم امتد زمن وهجها فضائياً؟!.
وكأنها فيما يبدو لم تأخذ كفايتها من الزخم والتهويل الذي يشبع نهم (مطافيق) الفضائيات وزبائنهم رغم كل ما صاحبها وأعقبها من تحشيدات برامجية؟!.
كان لابد من إكمال المسلسل بحلقة احتفالية تستدعي ضرورة تصدّرها قائمة الأحداث وأبرزها على الساحة؟!.
لقد كان منظر العدد الكبير من المايكات في مشهد إدلاء (أبوعمر) بالحديث حول الاحتفالية بحدث الموسم، لافتاً إلى درجة توحي لمن هم خارج الوسط الرياضي وغير المهتمين بما يدور فيه وفي بعض إعلامه، بأن ذلك الحديث إنما يتعلق بما يجري في سوريا مثلاً؟؟!!.
إفلاس، إفلاس.. يا ولدي.
حمد الدوسري!!
لا نذكر حجم خسائرنا للمبدعين إلاّ حينما تكتظ الساحة -أي ساحة- بأنصاف وأرباع وأدعياء الإبداع.. عندها فقط نذكر ونتذكر القمم التي فقدناها لسبب أو لآخر، فنتحسّر حين لا ينفع التحسّر؟!.
حمد الدوسري.. ذلك القلم الرشيق، المغرق في فن الغوص في أعماق، أعماق الإمتاع والإبداع.. المترع حد الامتلاء وعياً وثقافة وأسلوباً.
خسرته الساحة.. أضاعته وأي فتى أضاعت..؟؟!!.
يا الله.. حينما أقلّب الصفحات اليوم أجدها مزدحمة بالنطيحة والمتردية.. أبحث هنا وهناك عن نصف أو ربع (حمد) فلا أجد (هذا رأيي وليس لأحد الحق في مصادرته).
بطبيعة الحال هذا الكلام لا يشمل القمم التي ما تزال تحافظ على وقارها وكينونتها.. وإنما هو معني بطوفان (الرجيع) و(التجميع) فضلاً عن الذين بدّلوا جلودهم وتحولوا إلى أضحوكات وأرجوزات وكأنهم كانوا ينتظرون الفرصة المناسبة لكي يظهروا على حقيقتهم؟!.
شكراً للزميل الزمول الأستاذ أحمد العجلان الذي منحنا حق التحسّر على زمن الإبداع والمبدعين رغم مرارة الذكرى.
شكراً للأستاذ حمد الدوسري الذي منحنا حق الشعور بالغبن على زمن ولّى.
شكراً لجريدة (الجزيرة ) التي ما انفكت تثبت للقاصي والداني أن الوفاء من ثوابتها وشيمها التي لا تحيد عنه حتى في زمن طغيان (الغث) واللهث خلف بريق المغريات الزائفة.
منحنى:
يوم اتذكر زمانٍ فات
أعض أصابع يدي بالحيل
أتالي الفكر بالونات
وأقول ما أطولك يا ليل